اتهم رجل الحراسات الأمنية ناصر الأعمى، ضابطاً برتبة عقيد (تحتفظ «الحياة» باسمه) بالاعتداء عليه أثناء تأديته مهام عمله في مستشفى الدمام المركزي، وألزمه بالتوقيع على تعهد خطي في مقر شرطة المنطقة الشرقية ب«مخالفة لكيفية التعامل مع الجمهور».وقال الأعمى الذي يعمل في إحدى شركات الحماية الخاصة في البرج الطبي في الدمام في ل «الحياة» أمس: «تم اقتيادي من موقع عملي في البرج الطبي من جانب الضابط، بعد قيامي بمنعه من الدخول إلى أقسام التنويم في المستشفى خارج أوقات الزيارة الرسمية، بعد أن أخبرني أن زيارته خاصة، حيث قام بضربي، وسحبني من المستشفى إلى دورية أمنية كانت تقله في الخارج». وأضاف الأعمى: «طلبت من رئيسي في العمل موسى هزازي مرافقتي إلى مركز الشرطة، وبعد وصولنا إليه تم إدخالي إلى مكتب يضم شخصَين برتبة عقيد، إضافة لملازم أول، ورئيس رقباء، وتم إرهابي بنحو تسعة بنود تناوبوا في قراءتها علي بعد اتهامهم جميعاً لي بالاعتداء على الضابط، وأجبروني على التوقيع على تعهد، لم أتمكن من قراءته نتيجة للموقف الذي كنت فيه». ويصرُّ الأعمى على سلامة موقفه، مؤكداً أن لديه تسعة شهود بينهم مراجعون وموظفون يعملون في الشؤون الصحية، وعن سبب الخلاف أوضح الأعمى أنه وبعد حضور الضابط «سألته عن وجهته، فأفاد أنه يرغب في زيارة أحد المرضى المنومين في المستشفى، فذكرت له أن الوقت الذي حضر فيه الساعة 12:00 ظهراً خارج أوقات الزيارة، وطلبت منه بلياقة الحصول على تصريح من مكتب الاستقبال المخوّل بذلك، عندها طالبني الضابط بمرافقته، وأفدته بعدم إمكان مغادرة مقر عملي لعدم وجود زميل لي في المدخل»، وأضاف «عندها أصرّ على موقفه، واعتذرتُ عن عدم قيامي بذلك، ما أثار غضبه، وبدأ بضربي وقام بسحبي أمام المتواجدين إلى الدورية التي كانت تقله، وانتقلنا بعد ذلك إلى مقر شرطة المنطقة الشرقية». وناشد الأعمى مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز باستعادة حقه وكرامته أثناء قيامه بتأدية عمله، وفقاً لما هو مطلوب منه أمام الملأ وتمزيق ملابسه التي كان يرتديها، مؤكداً أنه تقدم بشكوى رسمية لدى «هيئة حقوق الإنسان» في المنطقة الشرقية، والتي وعدته بمتابعة الامر. من جهته، أكد مشرف الأمن في المستشفى موسى هزازي - الذي شهد الحادثة في الموقع - سلامة موقف ناصر من الناحية النظامية، مشيراً إلى تعهد خطي أخذ عليه «مخالفة لكيفية التعامل مع الجمهور»، و«تم إجباره على توقيعه تحت ضغوط مجموعة من الضباط كانوا متواجدين في المكتب، الذي تم اقتياد ناصر إليه وكنت مرافقاً إليه». وقال ل «الحياة»: «الطريقة التي تم التعامل بها مع ناصر لا يمكن تطبيقها حتى ضد المجرمين المدانين في قضايا جنائية». من جانبه، أكد الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي عدم تلقيهم بلاغاً رسمياً من جانب الشخص المعتدى عليه، مستدركاً أن ذلك لا يعني عدم قيامهم بالبحث والتحقق من صحة ما ذكره، بالتنسيق مع الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية. ونفى الرقيطي ل«الحياة» تجاوز عناصر الأمن والضباط بدخولهم إلى القطاعات الحكومية والخاصة، والتصرف بشكل فردي إلا بعد التنسيق مع تلك الجهات، والعمل وفقاً للقوانين والضوابط المعمول بها، وفي حال تم تجاوز ذلك فسيتم التعامل مع الحالة وفقاً للقوانين والضوابط المقررة لذلك. وأشار الرقيطي إلى تعاونهم المستمر مع الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، خصوصاً فيما يتعلق ببعض الجوانب المشتركة وعمليات الاستجواب لبعض المطلوبين في قضايا جنائية، والذين يتم تنويمهم في حال استدعت الحالة لذلك. إلى ذلك، أكدت الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية على لسان ناطقها أسعد سعود وقوع الحادثة ظهر أول من أمس في البرج الطبي، بعد قيام حارس الأمن بمنع دخول الضابط إلى أقسام التنويم في المستشفى وإفادته بأن أوقات الزيارة تبدأ من الساعة الربعة عصراً وحتى الساعة الثامنة مساءً، وقام الضابط بالاعتداء على رجل الحراسات، ونقله إلى شرطة المنطقة الشرقية من خلال سيارة كانت تقله دون علم الشؤون الصحية بذلك. وأشار سعود في حديثه ل«الحياة» إلى أن الأنظمة والقوانين المعمول بها داخل المستشفى تمنع دخول الزوار خارج أوقات الزيارة المخصصة، وذلك مراعاة لصحة المرضى من الجنسين وخصوصيتهم، ووفقاً لما هو معمول به في جميع المستشفيات، وفي بعض الظروف الاستثنائية يقوم مكتب الاستقبال بالسماح للزائر بالدخول بعد التأكد من هويته. الأعمى في موقع عمله أمس بعد يوم من الاعتداء عليه. (سعد الدوسري)