بعد خمسة أعوام على مغادرته مسلسل «باب الحارة»، يعود النجم السوري عباس النوري في الجزء السادس والجزء السابع اللذين يصوران في العاصمة دمشق ليجسد شخصية «أبو عصام». خمسة أعوام شهدت مشادات كثيرة بين النوري ومخرج العمل بسام الملا، فيما سعت الجهة المنتجة للمصالحة بينهما، في محاولة لإعادة النوري إلى العمل، بعد النجاح الذي حققته شخصية «أبو عصام» وتعلق الجمهور العربي بها. وعلى رغم المصالحة، أبدى النوري عدم رغبته في العودة إلى العمل، ومع كل إطلالة إعلامية، كان ينتقد المسلسل، ويؤكد أنه لن يعود إليه، كما فعل في حوار على هذه الصفحة العام 2009 حين قال إن أعمال البيئة الشامية (مثل «باب الحارة» و «الدبور» و «بيت جدي» و «ليالي الصالحية» وسواها)، «استثمرت الشخصيات الشامية كعنصر جذب إعلامي وسياحي، فتحولت الشام معها إلى شروال وشوارب وكلام بطريقة البوجقة». لكنّ مطلع العام شهد تغيراً في موقف النجم السوري، إذ قرر العودة إلى العمل، مخالفاً كل تصريحاته السابقة. وبين انتقاد العمل على المستوى الفكري واعتباره مسيئاً للعاصمة السورية وتاريخها، والنظر الى الطروحات المقدمة بأنها بعيدة كل البعد من الواقع، وبين العودة إلى المشاركة فيه وتصدر أفيشاته، يبدو النوري تائهاً بين تصريحاته وأفعاله، ما دفع بمراقبين للشأن الدرامي السوري الى اعتبار النوري منفصلاً عن الواقع، وذهب آخرون للقول بأنه يسعى وراء الشهرة والمال فقط وأن تصريحاته الرنانة التي تنتقد أعمال البيئة الشامية لا تتعدى كونها بروباغندا إعلامية، فيما قال بعضهم إن العمل يقدم قصة لطيفة ومسلية وحسب... لكن النوري أصرّ على تحميل العمل أكثر مما يحتمل من خلال تصريحاته المتلاحقة منذ خروجه منه، بخاصة في ما يتعلق بالقضايا الفكرية والتاريخية، لكنه الآن عاد للمشاركة فيه من دون أن يهتم بما طالبه به، وأن «الشوارب والشروال» التي انتقدها هي نفسها ما أعادته إلى العمل، وستكون أساساً لظهوره. يصعب الحكم على عمل قبل عرضه، لكنّ الحيثيات الموجودة بين يدي المشاهد، كافية لتوقع ما سيأتي في السادس والسابع، فالخطوط الدرامية لمسلسل «باب الحارة» في الأجزاء الخمسة السابقة تؤكد أن الشروال والشوارب والكلام بطريقة البوجقة لن تتغير، وأن المرجعية التاريخية ستبقى غائبة، وأن استثمار الشخصية الشامية كعنصر جذب إعلامي وسياحي قائمة، لكنّ الأمر الوحيد الذي سيتغير هو موقف النوري الذي سيشارك في العمل، وسيضع خلف ظهره تصريحاته القديمة.