لليوم الثاني على التوالي، كرر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب اتهامه الرئيس باراك أوباما والمرشحة الديموقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ب «تأسيس تنظيم داعش»، فردت كلينتون باتهامه ب «إطلاق الكلام البذيء ذاته ضد أميركا، وما يقوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعداؤنا». وفي تصريح أعاد مخاوف الجمهوريين من نبرته وجنوحه الى أقصى اليمين بتأثير «انزلاقه» في استطلاعات الرأي، قبل 88 يوماً على اقتراع 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، قال ترامب للمرة الرابعة خلال ساعات، ومن تجمع لحملته في فلوريدا: «أوباما وكلينتون أسسا داعش، إذ ساعدت استراتيجيتهما بسحب القوات الأميركية من العراق في ظهور التنظيم» الذي سيطر على مساحات واسعة من العراق وسورية. وأضاف ترامب، الذي يزعم أنه عارض الحرب على العراق، لشبكة «سي إن بي سي»: «ما فعلاه كارثة»، علماً أن جذور «داعش» في العراق وسورية ترتبط بصعود تنظيم «القاعدة» إثر غزو التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالعراق عام 2003. وأعلن التنظيم عام 2014 دولة الخلافة في سورية والعراق، حيث لا يزال القتال مستعراً. وكان أوباما عارض الحرب على العراق، وتضمنت حملته للوصول إلى البيت الأبيض في 2008 وعداً بإنهاء هذه الحرب. ثم أمر بسحب القوات الأميركية القتالية من هذا البلد في 2011. وردَّ مسؤول الشؤون الخارجية في حملة كلينتون، جايك سليفان، على تصريحات ترامب بأنها «نموذج آخر لتوجيه ترامب كلاماً بذيئاً للولايات المتحدة، يعكس جهله الكامل للحقيقة في مستوى لا سابق له لمرشح رئاسي. وهو ردد ما يقوله بوتين وخصوم الولاياتالمتحدة في هجومهم علينا وعلى مصالحنا، من دون أن يقدم خطة جدّية لمواجهة الإرهاب، أو جعل بلدنا أكثر أماناً». وأطلقت تصريحات ترامب مخاوف بين الجمهوريين من نبرته العشوائية، وعدم الانتقال إلى موقع الوسط لاستمالة المعتدلين. وكتبت المعلقة الجمهورية بيغي نونان: «يبدو أن ترامب لا يريد الفوز»، معتبرة أنه «يتصرف بجنون»، علماً أن المرشح الجمهوري نفسه لم يستبعد الخسارة التي «ستجعلني أعود إلى حياتي الرغيدة». ولكنه استدرك: «ليس ذلك ما أطمح إليه. أعتقد بأننا سننتصر، وسنرى ما يحصل». ويتراجع ترامب أمام كلينتون في كل الولايات الحاسمة. كما انحدرت أرقامه في الولايات الجنوبية الشرقية التي تصوّت للجمهوريين منذ 1960. وتطرح هذه الأرقام إمكان تحقيق كلينتون فوزاً كاسحاً في 8 تشرين الثاني، إلا في حال حصول مفاجآت قد تغير مجرى السباق. وتلقي كلينتون خطاباً اقتصادياً غداً وتكشف ضرائبها الخاصة بالعام الماضي، في حين يرفض ترامب إطلاع الرأي العام على سجلاته الضريبية.