اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الذين ينتقدون سياسته، يعجزون عن تقديم بدائل، فيما وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون بأنها «كاذبة»، إذ رأت أن دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة ساندت الحملة الدعائية لتنظيم «داعش». وأقرّ أوباما ب»انتقادات مشروعة لما أفعله وتفعله إدارتنا، على أساس أننا لم نكن نصف، في شكل منتظم، كل ما نفعله منذ أكثر من سنة لهزيمة داعش». وبرّر تراجع نسبة تأييد الأميركيين طريقته في التعامل مع الإرهاب، إلى تركيز وسائل الإعلام في شكل كبير على هجمات التنظيم، بعد مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً. وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة نفذت 9 آلاف ضربة ضد «داعش»، واستعادت منه بلدات، بينها سنجار في العراق. وأضاف في إشارة إلى المرشحين الجمهوريين: «عندما تسألهم: ماذا كنتم ستفعلون؟ لا تجد رداً». وسُئل أوباما عن اقتراح هيلاري كلينتون فرض منطقة حظر جوي فوق سورية، فأجاب أن الأمر لن يساهم في مكافحة «داعش»، إذ أنه لا يملك سلاحاً جوياً. وانتقد أوباما ترامب، لاستغلاله خوف الطبقة العاملة التي تجد صعوبة في التأقلم مع التغييرات الاقتصادية والسكانية الأخيرة. وأضاف أن المرشح الجمهوري يستغل «غضبهم وإحباطهم وخوفهم». وكانت كلينتون قالت خلال مناظرة من منافسَيها الديموقراطيَّين برني ساندرز ومارتن أومالي، إن ترامب «بات أفضل مجنّد لدى داعش»، لافتة إلى أن الجهاديين «يبثّون مقاطع فيديو لترامب وهو يهين الإسلام والمسلمين، من أجل تجنيد عدد أكبر من الجهاديين المتطرفين». وعلّق ترامب قائلاً: «إنها كاذبة والجميع يعرف ذلك». وأشار إلى أن وسائل الإعلام لم تعثر على تسجيل مشابه، وزاد: «يمكنهم أن يصنعوا واحداً، أعرف عائلة كلينتون وأعرف هيلاري. أعني أنها اختلقت القصة». لكن حملة كلينتون أكدت أن تصريحها استند إلى أدلة على أن أنصار «داعش» يشيرون مراراً إلى تصريحات ترامب، لإثبات أن الأميركيين يكرهون المسلمين. واعتبر رئيس الحملة جون بوديستا أن ذلك يكفي للإشارة إلى أن المرشح الجمهوري يساعد التنظيم، وزاد: «هذا هو التفسير الذي توصلنا إليه. وأعتقد بأنه اتهام عادل جداً». ولفتت ناطقة باسم حملة كلينتون إلى إن المرشحة الديموقراطية «لم تكن تشير إلى شريط فيديو معين»، معتبرة أن «داعش» يستخدم ترامب «دعائياً على مواقع التواصل الاجتماعي، لدعم عمليات التجنيد». وأشارت إلى أن مجموعات تتابع حسابات التنظيم على تلك المواقع، ذكرت أن الجهاديين «يستخدمونه دعاية للمساعدة في تجنيد أنصار». وكانت هيلاري تبنّت استراتيجية أوباما في مكافحة «داعش»، قائلة: «إننا في الطريق الصحيح. لدينا استراتيجية والتزام في ملاحقة التنظيم الذي يشكل خطراً علينا وعلى المنطقة». لكن الجمهوريين انتقدوا تصريحاتها، إذ كتب المرشح الرئاسي جيب بوش على موقع «تويتر»: «كلا هيلاري كلينتون، لسنا حيث يجب أن نكون في محاربة داعش». إلى ذلك، تظاهر حوالى مئتي شخص أمام مقر ترامب في نيويورك، احتجاجاً على تصريحاته عن المسلمين، معتبرين أنه «فاشي» و»عنصري». لكن مؤيدين للمرشح الجمهوري نظموا تظاهرة مضادة أمام المبنى.