كشفت حكومة إقليم كردستان أن تنظيم «داعش» ما زال يحتجز الآلاف من الإيزيديين ويدرب مئات الإطفال منهم لتنفيذ عمليات إرهابية. ورفض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اتهامات تعرض هذه الطائفة ل «الخيانة» من قوات «البيشمركة»، وهدد بملاحقة كل من ساند التنظيم في جريمة سقوط سنجار. وأحيا الإيزيديون أول أمس الذكرى الثانية لسقوط القضاء بيد «داعش»، وسط دعوات لاعتبار عمليات القتل التي تعرضوا لها «إبادة جماعية»، وتحويل القضاء إلى محافظة مستقلة. وقال مدير مكتب شؤون الإيزيديين المخطوفين في حكومة الإقليم حسين قائدي، خلال مؤتمر صحافي إن «2640 رجلاً وامرأة تم تحريرهم بالفعل خلال السنتين الماضيتين، وما زال نحو 3770 آخرين يعانون الاستعباد والتنكيل، من بينهم 1400 طفل زجوا في معسكرات يتلقون فيها تدريبات لتنفيذ هجمات انتحارية، كما تم كشف النقاب عن 33 مقبرة جماعية تعود إلى ضحايا الكارثة، في حين يقدر عدد النازحين ب400 ألف يقيمون في المخيمات ويعانون ظروفاً إنسانية مزرية». وفي كلمة ألقاها في المناسبة في محافظة دهوك، قال بارزاني: «لقد استشهد 500 عنصر من البيشمركة في عملية تحرير سنجار التي نسعى لتبقى رمزاً لما تعرض له الشعب الكردي وبناء مدينة أخرى جديدة قرب المدينة المدمرة، والمساعي مستمرة للتعريف دولياً بالجريمة كإبادة جماعية»، وعد «الاستقلال يعد الخيار الأمثل والوحيد لضمان عدم تكرار هذه الكوارث». وهدد ب «ملاحقة كل من تعاون مع داعش وسانده، كردياً كان أو عربياً أو من أي قومية أخرى، وكما عاهدت الإيزيديين بتحرير سنجار، أعاهد اليوم الإخوة بتحرير مناطقهم في سهل نينوى»، وتابع: «كثيراً ما نواجه بعض الاتهامات، حول ترك البيشمركة مواقعها في ساعة هجوم داعش، لكنها حرب ويحصل فيها ما لا يتوقع، لم يحصل انسحاب أو فرار بل تعرضت لأفظع عملية غدر، المدينة كانت محاصرة، وأقرب نقطة إلى حدود الإقليم كانت تبعد 70 كلم والموقف فاق القوة والإمكانات المتوافرة». وأعرب عن أسفه لمحاولة «البعض (من دون أن يسميهم) استثمار الفاجعة لمصلحة شخصية، ونسأل أين كانوا ولما لم يحرروا سنجار وانتظروا قدوم البيشمركة». وكانت القوات التابعة لحزب بارزاني تعرضت لاتهامات بالخيانة عقب ترك أسلحتها وانسحابها أمام هجوم «داعش»، وسبق أن أحيل ثلاثة من القادة العسكريين على التحقيق في أسباب الإنهيار السريع هناك قبل أن تتدخل قوات موالية لحزب «العمال الكردستاني» وتفتح ممرات آمنة لآلاف كانوا محاصرين في الجبل باتجاه الحدود السورية. من جانبه، دعا كوسرت رسول علي، نائب زعيم حزب «الاتحاد الوطني» بقيادة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني في بيان إلى «ملاحقة ومقاضاة المجرمين، والتحقيق مع المقصرين في حماية سنجار، والذين تسببوا في وقوع المأساة، والعمل على ضم سنجار إلى أحضان إقليم كردستان». وفي مراسم أقيمت في المناسبة، كشف رئيس حكومة سنجار محما خليل أن «عملية إعادة إعمار القضاء تتطلب 10 بلايين دولار، ما يوجب تأسيس صندوق خاص لجمع المساعدات الدولية»، ووجه انتقادات إلى الحكومة الاتحادية ل «قطعها موازنة المدينة منذ عام 2014، ولم تقدم أي مساعدة لتحريرها». إلى ذلك، قال مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك في تغريدة عبر «تويتر»: «قبل عامين بدأ برابرة داعش إبادة الإيزيديين، واليوم علينا أن لا نهدأ حتى تحريرهم جميعاً».