كشف تحالف المعارضة السودانية عن اعتزامه إرسال وفد إلى دولة جنوب السودان لتقديم مبادرة تهدف لنزع فتيل الأزمة في الدولة الجارة، بعد قتال بدأ مساء الأحد بين مجموعات من الجنود، قال رئيس جنوب السودان سلفا كير إنها "محاولة للاستيلاء على السلطة" من جانب نائبه رياك مشار. وأسفر القتال في جوبا عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة حوالي 800 آخرين، قبل أن ينتقل إلى ولايات أخرى لكن بضراوة أقل. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، إن قوى الإجماع الوطني المعارضة ستلتقي، الخميس، سفير دولة الجنوب في الخرطوم، ميان دوت، لتحديد موعد زيارة الوفد الشمالي ومناقشة آخر التطورات السياسية والميدانية على الأرض في جوبا. وأوضح عمر في تصريحات خاصة ل"سكاي نيوز عربية" أن المعارضة السودانية حريصة على استقرار الجنوب ووحدته نظرا للعلاقات والروابط التاريخية بين البلدين المنفصلين حديثا، مشيرا إلى أن توتر الأوضاع في الجنوب ينعكس على جاره الشمالي. وأضاف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي أن المعارضة السودانية لا تقف إلى جانب طرف دون آخر، بل حريصة على وحدة الصف الجنوبي واستقرار أراضيه. وحذر عمر من مغبة تأجج الاقتتال في الجنوب وتبعاته على الشمال في حركة الحدود وعائدات النفط التي تعد القاسم الاقتصادي المشترك على حد قوله. وفي نفس السياق، حملت سوزي أموم، زوجة الأمين العام للحركة الشعبية السابق المعتقل، باقان أموم، مسؤولية سلامة زوجها معربة عن خشيتها من قتله. وأوضحت زوجة باقان ظروف وتفاصيل اعتقال زوجها قائلة إن عددا من القوات النظامية اقتحمت منزل أموم في جوبا في 17 ديسمبر الجاري حوالي العاشرة صباحا واقتادوه مع ما يزيد عن عشرة آخرين من زملاءه إلى جهة غير معلومة مؤكدة أنها لا تعرف مكانه الآن ولم تتمكن من التواصل معه. إلى ذلك، اكتفى وزير الخارجية السوداني علي كارتي أن أمن واستقرار جنوب السودان من أمن واستقرار السودان مؤكدا في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن بلاده تتأثر سلبا وإيجابا بالأوضاع في الجنوب وذلك لما بين البلدين من روابط وحدود مشتركة. يأتي ذلك بعد أن ترددت أنباء عن وساطة من حكومة الخرطوم بين الفرقاء الجنوبيين عبر اتصالات أجراها سفير السودان لدى جوبا، مطرف صديق، بمسؤولين جنوبيين. وفيما أبدى رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، استعداده للحوار مع رياك مشار الذي اتهمه بأنه وراء محاولة انقلابية على الحكم، الأحد الماضي، قال وزير الخارجية الأسبق ورئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي والقيادي الجنوبي المعارض، لام أكول، إن عناصر الحوار لابد أن تتوفر أولا. وأشار إلى أن رياك مشار لا يزال مختفيا عن الأنظار في مكان غير معروف، وذكر أكول في تصريحات خاصة ل"سكاي نيوز عربية" أن الصراع بين الحرس الجمهوري أمتد في جوبا منذ الأحد الماضي من معسكر جنوبي العاصمة إلى مناطق متفرقة من بينها بور وتوريت. وحول الجدل عن وصف أحداث جوبا بأنها محاولة انقلابية أم لا، قال أكول إنه لا يمكن الجزم بأن الحدث محاولة انقلابية لكنه تمرد بين صفوف الحرس الجمهوري المتمركز في جوبا. ووصف القيادي الجنوبي المعارض الأوضاع في جوبا بأنها هادئة يشوبها الحذر، مؤكدا أن الاقتتال داخل العاصمة توقف بينما لا يزال الغموض هو سيد الموقف ما يفتح الباب لمزيد من التكهنات. ورفض أكول وصف الصراع بالقبلي، موضحا أنه صراع سياسي قد يكون الصراع القبلي جزءا منه مؤكدا أن ما يجري هو خلاف داخل صفوف الحركة الشعبية الحاكمة. واختتم أكول حديثه مطالبا الحكومة في جنوب السودان بفتح الباب أمام الأحزاب كافة لممارسة العمل السياسي داعيا سلفاكير للجوء لمبدأ الحوار مع خصومه حقنا للدماء.