عزل رئيس جنوب السودان سلفاكير مساء أمس (الثلثاء)، ستة وزراء موالين لغريمه القديم ريك مشار، ما يعمق الخلاف السياسي في أحدث دولة في العالم ويهدد بإشعال مزيد من القتال. وكلف سلفاكير وزراء جدداً، من بينهم وزير للنفط، ينتمون إلى مجموعة انشقت عن فصيل المعارضة التي كان يتزعمها مشار «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، الأمر الذي يعمق الانشقاقات بين قيادات الدولة المنتجة للنفط. ووفق بيان أذاعه التلفزيون الرسمي، عزل سلفاكير وزراء الداخلية والنفط والتعليم العالي والعمل والمياه والأراضي والإسكان. وجاء تعيين الوزراء الجدد بناءً على توصية من نائب الرئيس تابان دينغ جاي، والذي أعلن الشهر الماضي توليه زعامة «الحركة الشعبية لتحرير السودان». وقال نائب الناطق باسم مشار نيارجي جيرمليلي رومان: «لم تفاجئنا الخطوات التي أخذها... سلفاكير وتابان دينج جاي». وأضاف أنه «سنتوجه في مسيرة إلى جوبا ونضع نهاية لهذه المأساة إذا لم يتم نشر قوات أجنبية»، في إشارة إلى القوة الدولية التي طالب مشار بنشرها للفصل بين القوات المتحاربة. وتقول الأممالمتحدة إن حوالى 60 ألف شخص فروا لدى تجدد الاشتباكات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بين أنصار سلفاكير ومشار، ليضافوا إلى مئات الآلاف الذين أجبروا على النزوح عن ديارهم بسبب العنف الذي أججته المشاحنات العرقية على مدار عامين. وأبرم الطرفان اتفاق سلام العام الماضي، وشكلا حكومة وحدة، لكن وقف إطلاق النار انهار مرات عدة وغادر مشار العاصمة الشهر الماضي وطالب بقوة دولية للفصل بين القوات المتحاربة.