شدد مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على أن المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، الذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري الأحد المقبل، أمر مطلوب شرعاً لإبراز سماحة الدين الإسلامي ووسطيته، ونبذ الغلو والتطرف. وقال في تصريح أمس بمناسبة المؤتمر: «السعودية جزء من هذا العالم الكبير، الذي أصبح بتطور وسائل إعلامه كالقرية الصغيرة تتأثر بما تتأثر به الدول والأمم من أفكار واتجاهات ومشارب ورؤى، الأمر الذي أدى إلى تسرب عدد من الأفكار الدخيلة والأنشطة المنحرفة، والممارسات السيئة إلى عقول وتصرفات بعض الشباب والناشئة ممن عرف بقلة العلم وضعف البصيرة». ولفت إلى أن السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن ترعى العلم الشرعي الصحيح المبني على نصوص الكتاب والسنة، ولم تعرف الإرهاب بمفهومه المعاصر، وما وجد هنا أو هناك من حوادث توصف بالإرهاب فهي صادرة ولا بد عن جماعة خارجة عن منهج الإسلام، متنكرة لأحكامه وأوامره ونواهيه، كالخوارج ومن سار على منهجهم أو المحاربين الساعين في الأرض فساداً.وأكد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لهذا المؤتمر، تأتي امتداداً لما سارت عليه القيادة السعودية من التمسك بتعاليم الإسلام، وغيرة منه على شباب الأمة الإسلامية من السقوط في هاوية الانحراف ومراتع الفتن. وذكر أن إقامة هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة العلمية أمر مطلوب شرعاً لإبراز سماحة هذا الدين ووسطيته، ونبذ الغلو والتطرف، وتنوير عقول الشباب، وإزالة بعض الشبه العالقة في نفوسهم، وتهذيب سلوكهم وأخلاقهم، وبناء شخصيتهم الإسلامية وتقوية دينهم، وتنشئتهم تنشئة سليمة. ولفت المفتي إلى أن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز هو رجل الأمن الأول في هذه البلاد منذ ما ينيف على 40 عاماً، تولى خلالها قيادة الأجهزة الأمنية بأفرعها كافة، الأمر الذي مكّنه من الاطلاع على خفايا وأساليب كثير من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد هذه البلاد وشبانها وفتياتها، سواء ما يخص تغريب أفكارهم عن دينهم، وإيقاعهم فريسة لعصابات المخدرات وقادة الجرائم المنظمة، أو ما يخص انحراف فئة منهم عن منهج هذه البلاد، وتأثرهم ببعض الدعوات والجهات التي تسعى إلى الإخلال بأمنها وتكدير وحدتها وشق صفها.من جهته، أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء الدكتور صالح بن حميد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري تدل على العناية الكبيرة منه بمؤسسات الأمن، وحرصه على الارتقاء بأدائها ومواكبتها لتغيرات العصر وحاجاته، من خلال تحسين مستوى الدراسات الأمنية، واتخاذ الوسائل الكافية من أجل التعريف بقيمة أمن الوطن والمواطن، وضرورة تكاتف الجهود من أجل حماية الوطن ومكتسباته والدفاع عنه. وأثنى على مبادرة إنشاء كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، مشيراً إلى عدد من الدراسات التي يمكن أن يعنى بها، ومنها حصار الفكر التكفيري والتطرف والغلو بالحوار البناء، واستخدام جميع الوسائل التي يمكن أن تسهم في نشر المفاهيم الصحيحة وإرساء مفهوم الأمن الثقافي ومواجهة الأفكار بالأفكار، وإبراز الجهود الأمنية التي تقوم بها بعض الجهات المختصة وتوثيقها، ونشر البحوث والدراسات في مجال الأمن الفكري في الوسائل الإعلامية، لا سيما عبر الإنترنت لقطع الطريق على أصحاب الأفكار الضالة الذين يستخدمون هذه الشبكة في الترويج لأفكارهم الهدامة، مستغلين العاطفة وجهل الشباب والمتعاطفين بأحكام وأصول الشريعة السمحة وضوابطها.