دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات السورية للسماح بدخول فوري للمواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية إلى المناطق المحاصرة في حلب شمال سورية والسماح للمدنيين بمغادرة المدينة. وأطلقت «هيومن رايتس ووتش» الناشطة في الدفاع عن حقوق الإنسان، نداء عاجلاً للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد وحضتها في بيان على احترام القانون الدولي. ويعيش أكثر من مئتي ألف شخص في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شرق حلب ويعانون حصاراً منذ أكثر من أسبوعين. وتشهد هذه المناطق نقصاً في الغذاء والوقود تزامناً مع ارتفاع أسعار السلع. وقال نائب المدير التنفيذي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نديم حوري أن «قوات الحكومة السورية تكرر أساليب الحصار الفظيعة في مناطق حلب الشرقية المكتظة بالسكان، وهي أساليب أضرت في شكل كبير بالمدنيين في مدن سورية أخرى». وأضاف: «على السلطات السورية السماح بدخول المساعدات والسماح بالخروج الآمن للمدنيين الراغبين بذلك». وتقول الأممالمتحدة إن قرابة 600 ألف سوري في كل أنحاء البلاد يعيشون تحت حصار تفرضه خصوصاً قوات النظام. ونقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الصحافي فراس بدوي من أحد أحياء حلب الشرقية قوله: «لم نر خضروات منذ أسابيع عدة، والغارات الجوية مستمرة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 15 شخصاً بينهم ستة أطفال قتلوا الخميس في غارات جوية شنها النظام على أحياء تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب. كما واصل الطيران السوري غاراته أمس ما أسقط قتلى وجرحى. وقال عامل إغاثة إبراهيم أبو الليث ل «هيومن رايتس ووتش»: «مدينتنا في أزمة (...) طوابير الانتظار أمام المتاجر طويلة جداً. إننا نخشى مجاعة». وتنقسم حلب، ثاني المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد سابقاً، إلى مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة وأخرى في الغرب تسيطر عليها قوات النظام. وقتل 38 مقاتلاً وعسكرياً على الأقل من قوات النظام السوري الخميس عندما فجر مقاتلون معارضون نفقاً في حلب، بحسب ما أفاد «المرصد السوري». وفشلت المحاولات المتكررة لكل من روسيا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف للأعمال القتالية في المدينة. وحضت «هيومان رايتس ووتش» البلدين على استخدام «نفوذهما لدفع الحكومة السورية والأطراف الآخرين في النزاع إلى السماح بوصول المساعدات بلا عوائق، خصوصاً إلى كل المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها».