دهم أفراد من القوات الخاصة التابعة للشرطة الألمانية شقة في حي ماكسفورشتات شمال وسط مدينة ميونيخ (جنوب) التي شهدت قبل ساعات قتل مسلح من أبناء المدينة ويحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية 9 أشخاص بينهم 3 أتراك و3 كوسوفيين ويوناني بالرصاص قرب مركز تجاري مزدحم يبعد خطوات عن الاستاد الذي استضاف دورة الألعاب الاولمبية عام 1972. ومثل ذلك ثاني هجوم «منفرد» في ألمانيا بعد أربعة أيام على هجوم بساطور استهدف ركاب قطار في مدينة فورتسبورغ بمقاطعة بافاريا ونفذه طالب لجوء افغاني في ال 17 من العمر زعم انه من تنظيم «داعش»، و8 أيام من قتل تونسي 84 شخصاً في حادث دهس جماعي بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية. وأفادت صحيفة «بيلد» بأن المسلح البالغ 18 من العمر والذي انتحر بعيار ناري، عاش في تلك الشقة مع والديه. وروت جارة تعرف الشاب وتدعى دلفي دالبي (40 سنة) انه «كان شخصاً طيباً يضحك مثل أي شخص طبيعي. لم اره يوماً غاضباً، ولم أسمع عن أي مشكلة له مع الشرطة او الجيران». وفي تسجيل فيديو قصير نشرته مواقع للتواصل الاجتماعي بعد إطلاق النار، ظهر رجل مصاب وهو يشتم المهاجم الذي ارتدى ملابس سوداء ويحمل مسدساً، ووقف على سطح المركز التجاري. ورد المهاجم، على الجريح قائلاً: «أنا ألماني، ولدت هنا في حي هارتس 4، وكنت أخضع لعلاج في مستشفى». وكان الشاب أطلق النار على مارة أمام مطعم لسلسة «ماكدونالدز» خارج المركز التجاري الذي دخله لاحقاً مع مواصلته إطلاق النار، أصيب برصاص أطلقته دورية للشرطة وعثر على جثته على بعد كيلومتر واحد. وبعدما ارسلت الشرطة خبراء متفجرات للتأكد من انه لا يحمل عبوات، لاحظت انه انتحر. وعادت الحياة تدريجاً الى طبيعتها في ميونيخ، بعدما عاشت حال طوارئ حقيقية بسبب خشية السلطات من وجود ثلاثة مهاجمين فارين في المدينة، استناداً الى شهادات، ما استدعى نشر أكثر من ألفي شرطي من ألمانيا والنمسا المجاورة بعضهم من قوات التدخل الخاصة، وتحليق مروحيات في السماء، ووقف عمل وسائل النقل المشترك ليلاً، ودعوة الشرطة السكان البالغ عددهم 1.5 مليون الى البقاء في بيوتهم. وكتبت صحيفة «ابيندتسايتونغ» المحلية: «وصل الأمر الينا. اعتقد سكان ميونيخ بأنهم آمنون. الخوف كبر بعد كل هجوم في باريس وإسطنبول وبروكسيل، وبات واضحاً أن لا أمان في أي مكان حتى في المدينة الأكثر أماناً في ألمانيا»، والتي تضم مقار عدد من أهم مجموعات الصناعات الألمانية. وصرح بيتر التميير أحد المقربين من المستشارة انغيلا مركل: «نحن مصممون على ان نفعل كل شيء لتجنب وصول الإرهاب والعنف اللاانساني الى المانيا». وقال الرئيس يواكيم غاوك في بيان: «هجوم ميونيخ روعني الى اقصى حد»، فيما وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «عمل إرهابي مقيت يهدف إلى إثارة الخوف في ألمانيا بعد دول أوروبية أخرى». وزاد: «ستقاوم ألمانيا وتستطيع الاعتماد على صداقة فرنسا وتعاونها». ووعد الرئيس الأميركي باراك اوباما السلطات الألمانية بتقديم «كل الدعم الذي تحتاجه»، وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لمركل ورئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر. في طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إن المجتمع الدولي: «الآن وفي أي صورة وأي مكان أصبح التصدي للإرهاب مطلباً عاجلاً للمجتمع الدولي، ويجب أن يعتبر أولوية قصوى لكل البلدان».