قالت الشرطة الألمانية السبت إن مطلق النار في ميونيخ «مختل عقليا» وكان يخضع لعلاج نفسي، ولا علاقة له بتنظيم داعش أو التيار الإرهابي أو اللاجئين، واعتبرت الهجوم عملا فرديا، وكشفت أن كل الضحايا من سكان المدينة، ليس بينهم سياح، وأوضحت ان المهاجم طالب أطلق دعوة كاذبة عبر «فيسبوك» لجمع الناس في مطعم «ماكدونالدز»، ثم انتحر بعد أن أطلق 300 طلقة نارية في الهجوم، وأبانت أنها داهمت منزله الا أنها لم تجد أية أدلة على ارتباطه بجماعات إرهابية، حيث عثرت على أشرطة لعمليات نفذها «مختلون عقليون»، ولم تتمكن من استجواب والديه بشكل تام. وقالت إن الضحايا دون ال18 جميعهم من سكان ميونيخ، بينهم 4 أطفال و3 نساء. الا أن رئيس الشرطة الألمانية هوبرتوس اندريا أعلن أن المحققين كشفوا «رابطا واضحا» بوجود علاقة بين هجوم ميونيخ ومذبحة أوسلو، التي كان النرويجي اليميني المتطرف اندريس بيرينج بريفيك قد نفذها قبل أعوام وراح ضحيتها 77 شخصا. وقال اندريا إن «هذه العلاقة واضحة». في وقت وافقت فيه الجمعة الذكرى الخامسة للجريمة التي ارتكبها بريفيك. وقال النائب العام في ميونيخ توماس شتاينكراوس كوخ السبت ان الشاب الالماني الايراني الذي قتل تسعة اشخاص في مركز للتسوق في هذه المدينة الجمعة كان يعاني «شكلا من اشكال الاكتئاب». ومطلق النار شاب الماني ايراني في الثامنة عشرة من العمر، ولد في ميونيخ وارتاد مدرسة في المدينة. وقد اطلق النار مساء الجمعة على مارة بالقرب وداخل مركز تجاري كبير ما ادى الى سقوط تسعة قتلى و16 جريحا. وعثر على المهاجم، الذي كان يحمل مسدسا مقتولا بعيار ناري يشتبه بأنه أطلقه على نفسه. وقال قائد شرطة ميونيخ إن المهاجم يحمل جنسيتين. اجتماع امني عاجل وكانت السلطات الألمانية قد استبقت التحقيقات الرسمية قائلة إنه من السابق لأوانه القول إن الهجوم إرهابي، مضيفة إنها لا تملك أدلة فورية على وجود دافع إرهابي. واعلن ان اجتماعا سيلتئم برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبحضور رئيس أركان الجيش بيتر ألتماير ووزير الداخلية توماس دي ميزير إلى جانب مجموعة من مسؤولي المخابرات لبحث الأمر. كما يعقد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير اجتماعا مع كبار قيادات السلطات الأمنية في هيئة حماية الدستور، وهيئة مكافحة الجريمة، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الخارجية (بي إن دي). كان دي ميزير قد عاد من نيويورك بسبب الهجوم، وذلك قبل أن يجري اتصالا هاتفيا من مطار نيويورك بيوأخيم هيرمان وزير داخلية بافاريا للاستعلام عن الوضع في ميونيخ بعد الهجوم. اشتباه وكانت الشرطة -التي نقلت عن شهود- قد قالت في بادئ الأمر إنها تبحث عن ثلاثة مشتبه بهم وتتعامل مع الواقعة بالاشتباه في أنها هجوم إرهابي. لكن السلطات قالت خلال مؤتمر صحفي في وقت مبكر امس السبت إنه من المعتقد أن المسلح نفذ الهجوم بمفرده وفتح النار في مطعم للوجبات السريعة قبل أن ينتقل إلى مركز التسوق. وقال أندريه إن السلطات لا ترى تشابها بين ما حدث الجمعة، وهجوم وقع في جنوبألمانيا يوم الاثنين الماضي ونفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاما بفأس ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن ذلك الهجوم. وأضاف إنه من السابق لأوانه القول إن كانت واقعة أمس هجوما إرهابيا كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أم عمل شخص مختل. الهجوم الثالث خلال 8 أيام والهجوم ثالث عمل عنيف كبير يستهدف مدنيين في أوروبا خلال ثمانية أيام. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجومين سابقين في فرنساوألمانيا. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، لكن أنصار داعش احتفلوا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة على تويتر. وداهم أفراد من قوات الكوماندوس التابعة للشرطة شقة في حي ماكسفورشتات بميونيخ في وقت مبكر السبت. وقالت صحيفة بيلد إن المسلح كان يعيش في تلك الشقة مع والديه. ونسبت صحيفة بيلد إلى أحد الجيران قوله «كان يعيش بجانبي. أحد أصدقائي كان في المدرسة ذاتها معه وقال إنه كان شخصا هادئا للغاية. تعرف عليه من مقاطع الفيديو من مسرح الحادث». وقال متحدث باسم الشرطة إن الشرطة لا تنشر أسماء المشتبه بهم حتى لو قتلوا بسبب مخاوف أمنية. طوارئ في ميونيخ وكانت مدينة ميونيخ قد عاشت حالة طوارئ حقيقية ليل الجمعة السبت بعد الهجوم على المركز التجاري، الذي اودى بحياة تسعة اشخاص وانتحر منفذه، بين سيارات الاسعاف التي اخترقت هدوء الليل وشوارعها التي اقفرت فجأة من الناس. وكانت قوات الامن قد اعتقدت اولًا استنادا الى شهادات ان ثلاثة مهاجمين فارون. وتبين بعد ذلك ان مهاجما واحدا قام بإطلاق النار. وفي مواجهة الخطر، دعت شرطة ميونيخ سكان ثالث مدينة في المانيا تضم 1.5 مليون نسمة، الى البقاء في بيوتهم. واقفرت الشوارع بسرعة بينما توقفت وسائل النقل مؤقتا في هذه المدينة، التي تشهد حيوية كبيرة عادة وتضم مقار عدد من اهم مجموعات الصناعات الالمانية. وفي حي قريب من مكان اطلاق النار، كان تلاميذ وذووهم يقيمون احتفالا صيفيا في مدرستهم، قطع فجأة ليعودوا الى بيوتهم، كما ذكر مراسل من وكالة فرانس برس. السعودية تدين وأدانت المملكة واستنكرت الهجمات الشنيعة في ميونيخ. وأعلنت السبت تضامنها ووقوفها إلى جانب ألمانيا عقب الهجوم الإرهابي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء. وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية وفقا ل «واس» عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للهجمات الشنيعة، التي شهدتها مدينة ميونيخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء. وأكد المصدر تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، معرباً عن تعازي المملكة ومواساتها لأسر الضحايا ولجمهورية ألمانيا حكومة وشعبا، مع الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل. كما أدان الهجوم عدد من الدول العربية.