أكدت المستشارة الألمانية انغيلا مركل، غداة قتل ألماني من أصل إيراني الأصل في ال18 من العمر كشفت صحيفة «بيلد» الشعبية أن اسمه ديفيد علي سنبولي ويعاني وفق السلطات اضطرابات عقلية، تسعة اشخاص غالبيتهم في سن المراهقة، بالرصاص قرب مركز تجاري في مدينة ميونيخ ليل الجمعة وداخله قبل أن ينتحر. وقالت مستشارة ألمانيا انجيلا مركل أن «سكان ميونيخ عاشوا ليلة رعب يصعب تقبلها». في الوقت نفسه عاشت غالبية اوروبا «صدمة» بعد الحادث الدامي الثالث خلال أسبوع. ووسط الصدمة الكبيرة للهجوم الذي خلّف ايضاً 17 جريحاً بينهم 3 في خطر، أكدت الشرطة أن لا «ذئاب منفردة» تابعة لتنظيم «داعش» وراء الجريمة المروعة، إذ وصفته السلطات بأنه شخص «مهووس» بالسفاحين من أمثال النروجي اليميني المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك الذي قتل قبل 5 سنوات 77 فتاة وشاباً في جزيرة أوتايا، مشيرة الى انه استخدم موقع «فايسبوك» لجرّ شبان إلى مكان الاعتداء من أجل قتلهم، عارضاً عليهم دفع ثمن وجباتهم السريعة شرط ألا يكون سعرها عالياً. وتراوح أعمار غالبية الضحايا بين 14 و17 سنة، بينهم 3 أتراك و3 من كوسوفو ويوناني. وكان «داعش» تبنى قبل 4 أيام هجوماً نفذه لاجئ أفغاني - باكستاني يدعى محمد رياض (17 سنة) بساطور على ركاب قطار في مدينة فورتسبورغ بمقاطعة بافاريا، ما أسفر عن خمسة جرحى، كما تبنى قتل تونسي استخدم شاحنة 84 شخصاً في مدينة نيس الفرنسية قبل 10 ايام. وأفاد مراقبون بأن «اللاجئين في ألمانيا تنفسوا الصعداء لأن الجريمة البشعة هذه لم ترتكبها جماعة إسلامية إرهابية»، في بلد فتح أبوابه لاستقبالهم في حين أغلقه آخرون، وقدم لهم كل المساعدة المطلوبة ولا يزال. وبعدما قطعت عطلتها الصيفية عائدة الى برلين، قالت مركل: «ترثي الحكومة بقلب حزين جميع الذين لن يعودوا ابداً الى أسرهم». وشكرت قوات الأمن التي «عملت باحترافية عالية لحماية سكان ميونيخ»، علماً أن أكثر من ألفي شرطي من ألمانيا والنمسا المجاورة بعضهم من قوات التدخل الخاصة انتشروا في المدينة بعد الهجوم. كما أشادت المستشارة بفتح أهل المدينة بيوتهم للأشخاص الذين تعطلت بهم السبل بعد تجميد حركة المرور، وقالت: «في ظل هذه الحرية والانسانية نجد قوتنا الكبيرة»، مبدية تفهمها لقلق الناس من أحداث تقع قربهم في إشارة إلى حادث قطار فورتسبورغ الإرهابي. وفي إتصال هاتفي، اتفقت مركل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على الحاجة الى «تعزيز التعاون في مواجهة من يسعون الى الفصل بين الشعوب وإشاعة مناخ من الرعب بين السكان». وكشف قائد شرطة ميونيخ، هوبرتوس اندريا، أن القاتل المنتحر يعاني من مرض نفسي، ومتاعب في المدرسة. وأشار الى أن تفتيش منزل المهاجم الذي تسلح لدى تنفيذه الاعتداء بمسدس و300 طلقة رصاص اضافية احتوتها حقيبة ظهر، أظهر اهتمامه الشديد بكتب تشرح «كيف ينفذ طلاب عمليات إطلاق النار العشوائية»، وقصاصات ورق حول أحداث القتل العشوائي في العالم. وأعلن اندريا أن المحققين يركزون على استجواب أهل المهاجم وبينهم والده الذي يعمل سائق أجرة لمعرفة المزيد عن أوضاعه الشخصية والمدرسية، وإذا كان يتلقى علاجاً نفسياً بسبب معاناته من «الاكتئاب». وكان شريط فيديو قصير نشرته مواقع للتواصل الاجتماعي بعد إطلاق النار أظهر رجلاً مصاباً يشتم المهاجم الذي ارتدى ملابس سوداء وحمل مسدساً، ووقف على سطح المركز التجاري. ثم رد المهاجم: «أنا ألماني، ولدت هنا في حي هارتس 4، وكنت أخضع لعلاج في مستشفى».