في العام 1802 أهدى أحد سلاطين الدولة العثمانية حصاناً عربياً لنابليون بونابرت، فخاض وهو على صهوته حروبه الأخيرة بما فيها المعركة التي انتصر فيها على الروس والبروسيين. بعد أكثر من مئتي سنة ما زال هذا الحصان محنطاً في باريس شاهداً على ذاك التاريخ. في متحف الجيش في باريس، يجتهد خبراء في التحنيط في ترميم الحصان المحنط، واسمه «وزير»، وبعد قرنين على الأمجاد التي عاشها برفقة نابليون، بات الحصان في حاجة ماسة إلى معالجة التشققات والتمزقات، وأيضاً إعادة تلوين وبره. كان هذا الجواد العربي هدية من السلطنة العثمانية إلى الإمبراطور الفرنسي، ومن ثم أصبح الحصان المفضل لنابليون، وقد رافقه في حروبه الأخيرة، ثم رافقه أيضاً بعد ذلك في منفاه في جزيرة إلبا بين العامين 1814 و1815. في أيام المنفى، كان الحصان يذكّر صاحبه بالأيام المجيدة، بالانتصارات التي حققها في أيينا ضد بروسيا في العام 1806، وفي إيلو في العام 1807. وحين عاد بونابرت إلى السلطة، في ما يعرف بالأيام المئة، كان حصانه قد بلغ سن التقاعد، لذا ظل بمنأى عن أن يشهد الهزيمة المدوية في معركة واترلو التي كانت النهاية الحقيقية لنابليون بونابرت. وفي 1843 عرض الحصان المحنط في متحف التاريخ الطبيعي في مانشستر، إلى أن استعادته فرنسا عام 1868 حين واجه متحف التاريخ الطبيعي في مانشستر صعوبات مالية. ويقول سبوردوس: «كانت عودة الحصان ممكنة إلى فرنسا في ذلك الوقت، لأنه كان عهد نابليون الثالث، فكان كل ما يتصل بإرث نابليون مرحباً به». وأصبح الحصان بعد ذلك معروضاً في المتاحف الفرنسية، واستقر به الأمر في متحف الجيش في باريس. وعندما بدأت آثار الزمن تلقي بثقلها على الحصان المحنط، كان لا بد من تدخّل خبراء التحنيط والترميم ضمن عملية أطلقها المتحف وجمع التبرعات لتمويلها، وأطلق عليها اسم «أنقذوا وزير». وكان القيمون على المشروع يأملون بجمع 15 ألف يورو، بيد أنهم جمعوا 20 ألفاً. وسيستخدم المبلغ الفائض في شراء واجهة جديدة للعرض تكون حرارتها مضبوطة بحيث تحول دون تردي حالة الحصان المحنط .