أعلنت الصين قيامها باختبارات على الصواريخ في بحر الصين الشرقي، فبعث الإعلان التكهنات في صدد سلاح قد يقلب قواعد العلاقة الاستراتيجية في المنطقة رأساً على عقب. ويريد جيش التحرير الشعبي (الصيني) امتلاك سلاح «يقتل حاملات الطائرات»، ويهدد الهيمنة البحرية الأميركية على المحيط الهادئ الغربي. والسلاح العتيد هو صاروخ باليستي مضاد للسفن (ASBM)، ونسخة معدلة عن الصالوخ دونغفينغ 21 - دي. وفي مستطاع هذا السلاح اعتراض انتشار الأسطول العسكري الأميركي في بحر الصين، و «تعقيد» هذا الانتشار إذا انفجرت أزمة إقليمية مدارها على تايوان. ويحوط المسألة غموض يحف أنظمة الأقمار الاصطناعية، وقدرتها على تعقب الأهداف وتوجيه الصواريخ تعقباً وتوجيهاً دقيقين. وأطلقت بكين، قبل وقت قريب، 5 أقمار من طراز «ياوغان»، تخدم هذا الصنف من نظم السلاح. وكان الروس والأميركيون اتفقوا، في أواخر الحرب الباردة، على ترك تطوير مثل هذا السلاح. وإطلاق صاروخ باليستي على سفينة يحتمل هامشاً عريضاً من الأخطاء الحسابية في التصويب والتوجيه. وقد يحسب الخصم انه يقصد بقصف نووي يجيزه هذا الصنف من السلاح. ورداً على المناورات الأميركية - الكورية الجنوبية المشتركة، بادرت الصين الى إجراء مناورات بحرية في بحر الصين الشرقي. وبث التلفزيون الرسمي صور سفن حربية تجري تدريبات بين شواطئ الصين وشواطئ كوريا. وصرح وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من سيول، انه لا يرى «استفزازاً» عن تدريبات رتيبة ودورية مسرحها المياه الدولية. ويبدو ان واشنطن أرادت تفادي إثارة الصين، فأبقت حاملة طائراتها الى الجهة الأخرى من شبه الجزيرة الكورية، في البحر الشرقي (أو بحر اليابان على ما يسميه اليابانيون). والإجراء أثار خلافاً في الولاياتالمتحدة، فندد بعض المحللين بالبادرة التي لا سابقة لها وتنم بضعف بإزاء الصين، وقد تقيد عمليات السلاح الأميركي البحري لاحقاً في المحيط الهادئ الغربي. ولا تتردد الصين في إبلاغ الأسطول السابع الأميركي برمها بدورياته في المياه القريبة من سواحلها، واعتراضه طرقها ومواصلاتها البحرية الحيوية، و90 في المئة من التجارة الخارجية الصينية تمر بهذه الطرق. وفي آذار (مارس) 2009، اعترضت البحرية الصينية سفينة مراقبة اميركية، مجهزة بأجهزة رصد صوتي في القاع المائي قبالة هاينان، الجزيرة الكبيرة الجنوبية وميناء قاعدة الغواصات الجديدة، بما فيها النووية. وتكاثرت «الحوادث» البحرية كذلك بين الصين وبين الخصم الآسيوي الكبير، اليابان. وفي ربيع هذا العام، استنكرت اليابان استنكاراً حاداً مرور اسطول صيني، من غواصتين وثماني سفن سطح، بين جزر اوكيناوا وميياكو في طريقها الى المحيط الهادئ. * مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 25/7/2010، إعداد وضاح شرارة