هدد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس بإقالة نائبه رياك مشار وتعيين بديل له من حركته المعارضة، وجدد رفضه لأي تدخل عسكري أفريقي في بلاده، بينما رأى الرئيس السوداني عمر البشير أن ما يجرى في الجنوب حالياً لم يحدث خلال سنوات الحرب الأهلية بين شطري البلاد. وكشفت تقارير أمس، أن سلفاكير أبلغ مشار عبر الهاتف أن الحكومة الانتقالية في جنوب السودان لن تكون رهينةً لغيابه وطالبه بالخروج من مخبئه. وقال إن له الحق في إحلال بديل عنه، وإن عدداً من قادة فصيل المعارضة المسلحة يمكن أن يشغلوا منصب نائب الرئيس، ويُرجّح أن يكون البديل هو وزير التعدين تعبان دينق القيادي في حركة مشار، الذي يتحدر مثله من قبيلة النوير. وأوضح الناطق باسم حزب «الحركة الشعبية» الحاكم بول مكوينق أنهم في انتظار قرار قيادات المعارضة لاختيار بديل لمشار الذي قرر الانسحاب من مدينة جوبا بعد الاشتباكات الأخيرة. في المقابل، استنكر القيادي في الحركة المعارضة مناوا بيتر قاتكوث، محاولات اختيار سلفاكير شخص بديل لمشار واعتبر ذلك دليلاً على عدم رغبة الرئاسة في تطبيق السلام ورأى أن الخطوة لو تمت ستقضي على الاتفاق، مشيراً إلى أن الرئاسة تمارس ضغوطاً على مشار للعودة إلى جوبا. وأثار الظهور المستمر لتعبان دينق في التلفزيون الرسمي ودعواته المستمرة للمواطنين بالوقوف خلف سلفاكير ومواصلة تنفيذ اتفاق السلام وتلميحه لإمكان استبدال مشار، الأمر الذي فُسِّر على أن هناك اتجاهاً داخل بعض قيادات المعارضة المسلحة في جوبا لاختيار بديل. إلى ذلك، أبدى البشير أسفه لفقدان كل من سلفاكير ورياك مشار السيطرة على قواتهما. وقال في مقابلة مع قناة «سي أن بي سي» على هامش اجتماعات القمة الأفريقية في كيغالي، إن القادة هناك لا سيطرة لهم على الأمر، مشيراً إلى أنه اتصل بالرجلين هاتفياً لاحتواء الموقف. ودعا لمواصلة الجهود وجمع الأطراف المتنازعة من جديد لإحياء عملية السلام، لافتاً إلى أنهم وقعوا اتفاق السلام مع الجنوب في العام 2005 لإنهاء الحرب. وأضاف: «ضحينا بوحدة السودان وانقسم إلى دولتين وكان هدفنا الأساسي تحقيق السلام، لكن بكل أسف حالياً فقدنا الوحدة والسلام». ورأى البشير أن ما جرى في الجنوب خلال الفترة الماضية لم يحدث طوال ال20 سنة الماضية، مشيراً إلى أن الحرب في السابق كانت بين القوات الحكومية وحملة السلاح لكن المواطن الجنوبي كان محمياً والآن فقد الحماية، مشيراً إلى أن السودان استقبل حوالى مليون جنوبي منذ اندلاع القتال هناك، وهو أكثر البلدان تأثراً بحرب الجنوب. في شأن آخر، أكدت الأممالمتحدة، إجلاء 140 موظفاً مدنياً في بعثتها جنوب السودان، وأعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بالوكالة، فرحان حق، أن الموظفين ال140 غير الأساسيين تم إجلاؤهم من جوبا موقتاً. وأفاد حق بأن الأوضاع في جوبا متوترة، فيما ترد أنباء عن احتدام القتال في مناطق متفرقة من البلاد، لا سيما في مدينة لير في ولاية الوحدة. وأفاد مسؤولو الصحة في منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» عن تسجيل حالات إصابة بوباء الكوليرا في منطقتين خارج مدينة جوبا إضافة إلى مناطق أخرى داخل المدينة. وأعلنت «يونيسيف» أمس، تسجيل 32 حالة إصابة بالكوليرا في مستشفى جوبا التعليمي مع حالتي وفاة. ورُصدت حالات للكوليرا في جزيرة دوك في مدينة بور، حيث سُجلت 6 حالات وفاة و32 حالة إصابة. وفي مقاطعة تركيكا أيضاً سجلت 3 حالات وفاة و4 حالات إصابة.