استأنف مجلس الوزراء في جنوب السودان اجتماعاته، برئاسة الرئيس سلفاكير ميارديت وفي غياب رياك مشار النائب الأول للرئيس، وسط تضارب في شأن غياب وزراء محسوبين على مشار. وفي الاجتماع الأول بعد الأحداث الدامية في جوبا، رفض سلفاكير أي زيادة في عدد القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة في بلاده. وقال القيادي في المعارضة المسلحة رمضان حسن باكو، أن وزراءها في الحكومة انضموا للاجتماع بأوامر من مشار، ورأى أن الخطوة تؤكد التزام الأخير بتنفيذ اتفاق السلام. وأكد باكو أن نائب الرئيس موجود في ضواحي مدينة جوبا وفي انتظار دخول قوات من دول «الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا» (إيغاد) كطرف ثالث لحمايته. غير أن الناطق باسم المعارضة المسلحة مناو بيتر قال أن كل وزراء مشار غابوا عن اجتماع مجلس الوزراء باستثناء وزير المعادن تعبان دينق، واعتبر ذلك خطوة من سلفاكير لعزل مشار وتعيين دينق خلفاً له في الرئاسة. وعزا بيترعن مقاطعة وزراء مشار الاجتماع الى أن زعيمهم لا يزال تحت التهديد. وكان مشار اشترط عودته للعمل مع سلفاكير بنشر قوات دولية كطرف ثالث لتجنب اندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين، الى جانب تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وفقاً لاتفاق السلام المبرم بين الجانبين. لكن سلفاكير رفض أي زيادة في عدد القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة في بلاده، مؤكداً أنه ملتزم بتقديم كامل الحماية لنائبه مشار وقياداته. وقال الناطق باسم الرئاسة أتينج ويك أتينج أن مشار ما زال في منصبه كنائب أول لرئيس الجمهورية وأن الحكومة في انتظار عودته، وتابع: «أما إذا كان في انتظار وصول قوات دولية ليعود مجدداً فذلك لن يحدث»، لافتاً الى أن هناك قوات حفظ سلام قوامها 12 ألفاً في جنوب السودان لم تفعل شيئاً إبان الأحداث في محيط القصر الرئاسي. وزاد: «ليس هناك داعٍ لدخول قوات أجنبية أخرى في البلاد». وزار رؤساء أركان جيوش السودان واوغندا وإثيوبيا ورواندا وكينيا، جوبا أمس، وأجروا محادثات مع سلفاكير ورئيس أركان جيشه بول ملونق، بحضور رئيس البعثة الدولية لحفظ السلام. وقال رئيس أركان الجيش السوداني الفريق عماد عدوي، أنهم ناقشوا مع القيادة الجنوبية تقديم مساعدة من دول الإقليم لتحسين الوضع في جنوب السودان، مشيراً الى أنهم سيرفعون تقريراً بذلك الى القمة الأفريقية في كيغالي التي تبدأ اليوم. كما كشف الناطق باسم الحكومة الإثيوبية، غيتاغو ردا، أن إثيوبيا وكينيا ورواندا، أبدت استعدادها لإرسال قوات حفظ السلام إلى جنوب السودان إذا تم التوافق بين دول «إيغاد» على ذلك. وأعلن ردا، في مؤتمر صحافي في أديس أبابا، عن اجتماع ستعقده دول «إيغاد» قريباً لبحث كيفية استعادة السلام في جنوب السودان، وكان مجلس الأمن دعا في وقت سابق، إلى إرسال 14 ألف جندي إضافي لحفظ السلام في جنوب السودان. وأجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالاً بالرئيسين الكيني والأوغندي ورئيس الوزراء الإثيوبي، لبحث التنسيق الإقليمي حيال أزمة الجنوب. وأكدت مصادر أفريقية أن اتصالات كيري بالرؤساء الأفارقة تمحورت حول نشر قوة أفريقية لدعم البعثة الدولية وفرض الأمن ووقف القتال. وأفادت مصادر في جوبا بأن دول الجوار تحفظت عن التدخّل المباشر في جوبا، وفضلت فرض عقوبات اقتصادية على جنوب السودان لعزلها اقتصادياً لممارسة ضغوط عليها.