احتدمت أمس المعارك بين القوات النظامية السورية والميليشيات الموالية مدعومة بغارات روسية من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية للسيطرة على معبر الكاستيلو، آخر منافذ العبور بين مناطق المعارضة في المناطق الشرقية لحلب وريف المدينة وحدود تركيا، في وقت استعادت فصائل إسلامية مناطق استراتيجية خسرتها في ريف اللاذقية، معقل النظام السوري. في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق صاروخين من طراز «باتريوت» على طائرة من دون طيار «تسللت من سورية». وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أن صفّارة إنذار سُمِعت في الجزء المحتل من هضبة الجولان بعد إطلاق الصاروخين. وكان الجيش الإسرائيلي هاجم في 4 تموز (يوليو) الماضي، موقعين عسكريَّيْن سوريَّيْن في هضبة الجولان بعدما أدى إطلاق نار مصدره سورية إلى أضرار بالسياج الأمني على طول الخط الفاصل. وشنّت القاذفات الإسرائيلية غارات على الجولان وريف دمشق ومناطق أخرى في سورية، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن إطلاق صاروخ «باتريوت» ضد هدف مصدره سورية. وعلى صعيد المعارك بين القوات النظامية والمعارضة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الاشتباكات لا تزال متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، قرب منطقة الليرمون وفي محيط طريق الكاستيلو، في محاولة من الفصائل لاستعادة السيطرة على الطريق وإبعاد قوات النظام عنه». وكان المرصد أكد أن القوات النظامية والميليشيات الموالية «قطعت طريق الكاستيلو في شكل رسمي بعد وصولها إلى أسفله من جهة الليرمون (غرب الطريق)». وأوضح أن «قوات النظام تقدّمت في شمال مدينة حلب بغطاء جوي روسي»، وقتل أمس 16 مقاتلاً من الفصائل أثناء معارك تقدُّم تلك القوات». وأضاف: «قتل 8 أشخاص، وأصيب حوالى 40 آخرين في مجزرة نفّذتها الطائرات الحربية في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي». كما استهدفت الطائرات الحربية مناطق في أحياء حلب الشرقية، في حين استهدفت الفصائل تجمُّعات لقوات النظام قرب منطقتي مدارس التجارة وحديقة الزنكي في مدينة حلب. إلى ذلك، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن «غرفة عمليات فتح حلب استعادت السيطرة على عدد من النقاط الملاصقة لطريق الكاستيلو، والتي كان الثوار خسروها صباحاً (أمس) بعدما تقدّمت إليها الميليشيات المساندة لقوات النظام». وأشارت إلى أنها «شنّت هجوماً معاكساً على الميليشيات التي سيطرت على نقطتين مرتفعتين، تطلّان في شكل مباشر على الطريق المعبد، وتمكّنت من استردادهما». وأفادت قناة «حلب اليوم» على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بأن «انفجارات عنيفة مجهولة السبب تهز معامل الدفاع في مدينة السفيرة، أدت إلى احتراق كل المروحيات فيها، كما احترقت أخرى كانت تحاول الهبوط» هناك. وتعتبر هذه المنطقة قاعدة لانطلاق القوات والمروحيات السورية. وتأتي المعارك على طريق الكاستيلو بعد عشرة أيام على تمكُّن قوات النظام من قطعه إثر سيطرتها على مزارع الملاح الجنوبية المطلة عليه من الجهة الشرقية. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض حذر من أزمة إنسانية في أحياء حلب الشرقية نتيجة هجوم قوات النظام. وقال رئيس «الائتلاف» أنس العبدة: «نحن قلقون جداً لأن قطع طريق الكاستيلو في شكل كامل يعني تجويع أكثر من 300 ألف مدني». وبدأ سكان الأحياء الشرقية يعانون نقصاً في التموين نتيجة قطع طريق الكاستيلو، بعدما بات في مرمى قوات النظام. وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سورية منذ عام 2011، إلى سلاح رئيسي تستخدمه كل الأطراف المتنازعة. وتفيد الأممالمتحدة بأن حوالى 600 ألف شخص يعيشون في مناطق محاصرة بغالبيتها من القوات السورية. في شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد» بحصول «اشتباكات طاحنة داخل بلدة كنسبا ومحيطها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي»، في حين أكدت «الدرر الشامية» أن «الثوار استعادوا مناطق وتلالاً استراتيجية خسروها (أول من) أمس لمصلحة القوات النظامية في ريف اللاذقية، بعد معارك عنيفة استمرت ساعات».