أفادت مصادر جزائرية بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أصدر عفواً رئاسياً عن عدد من السجناء الأجانب لمناسبة عيد الفطر، من بينهم ليبيون. وتسلم جهاز الأمن في غدامس (جنوب غربي ليبيا) المحاذية للحدود مع بلدة الدبداب الجزائرية، سبعة ليبيين، في مبادرة جزائرية ثانية تجاه هذا البلد المجاور، بعد استقبال جرحى قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وأكدت مصادر مقربة من قائد مديرية أمن غدامس، أن الأمن الجزائري سلم المديرية سبعة مواطنين ليبيين كانوا معتقلين في الجزائر. ووفق المصادر، فإن المفرج عنهم من الرجبان والقلعة، وتم استلامهم من أجهزة الأمن الجزائرية المعنية، وفق الإجراءات القانونية والرسمية، وذلك في معبر الدبداب الفاصل بين البلدين. وذكر قائد مديرية أمن غدامس، أن المفرج عنهم قضوا أكثر من ستة أشهر رهن الاحتجاز في الجزائر بتهمة «دخول الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية»، والخطوات الجزائرية قد تمهد لإعادة فتح الحدود بين الدولتين. ولا تزال المعابر الحدودية مع ليبيا مفتوحة ل «دواع إنسانية»، أي للمرضى والمصابين لتلقي العلاج في مستشفيات إليزي أو جانت وتمنراست جنوب البلاد، وذلك بالتنسيق مع الجانب الليبي، مثل سلطات أوباري، لكن بشرط أن يتم إظهار الوثائق الطبية اللازمة التي تثبت الإصابة بالمرض. وأغلقت العدالة الجزائرية ملفين اثنين لضابطين ليبيين اعتقلا في الشهور الأخيرة بتهم التسلل إلى الجزائر وإخفاء أسلحة، ولاحظ محامون أن مجالس قضائية في مناطق حدودية مع ليبيا سرعت من ملفات ليبيين للبت فيها، تجاوباً في ما يبدو مع تعليمات «عليا» لإغلاق تلك الملفات العالقة. وفي محافظة إليزي (1800 كلم جنوب شرقي العاصمة)، أطلقت السلطات الجزائرية جنديين ليبيين قضيا أكثر من 18 شهراً في سجن المحافظة لارتكابهما جناية حمل سلاح ناري من الصنف الأول، وجنحة دخول الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية. أما محكمة الجنايات لورقلة (800 كلم جنوب شرق العاصمة) فقضت بالسجن أربع سنوات ل7 متهمين ليبيين تراوح أعمارهم بين 44 و70 سنة، مع مصادرة كل المضبوطات المتمثلة في أسلحة حربية و3 سيارات رباعية الدفع. وقبل أسابيع وافقت الحكومة الجزائرية على طلب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني تنظيم رحلات جوية بين البلدين لدواع «إنسانية» بشكل يعدل من قرار جزائري سابق قضى بتعليق الرحلات الجوية بين البلدين. أتى ذلك بعد محادثات بين الطرفين الجزائري والليبي في العاصمة التونسية خلال انطلاق عملية «البنيان المرصوص» ضد «داعش» في سرت. وعلى الأثر، استقبلت الجزائر جرحى لعلاجهم في المستشفى العسكري في ورقلة، ما يعني إحداث تعديل في قرار الجزائر تعليق رحلاتها الجوية مع طرابلس، والذي اتخذ في 29 كانون الثاني (يناير) الماضي.