كشفت تقارير صحفية جزائرية، أمس، عن مصادر وصفتها بالمقربة من دوائر الرئاسة أن الزعيم الليبي معمر القذافي كان موجودا برفقة بعض أفراد عائلته بمدينة غدامس القريبة من الحدود الجزائرية، وحاول التفاوض للدخول إلى أراضيها من خلال اتصاله هاتفيا بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، حسب موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية. وتابعت المصادر أن بوتفليقة ربما يكون رفض الرد على مكالمة القذافي، حيث اعتذر أحد مستشاريه وقال له: «الرئيس غير موجود وإنه مشغول بالأحداث التي تشهدها البلاد». من ناحية أخرى، تناولت صحيفة الخبرالجزائرية تقريرا بعنوان «موكب عائلة القذافي انطلق من سرت ووصل الجزائر بعد أربعة أيام». وقالت: «أشرف موظفون بالزي المدني يرجح أنهم قدموا من العاصمة طرابلس خصيصا للإشراف على دخول عائلة القذافي إلى الجزائر. وتم الاعتماد في اختيارهم على معرفتهم الدقيقة بالمنطقة ومسالكها وطبيعة النشاط فيها. وتم تنفيذ عملية نقل العائلة من الحدود إلى مهبط جوي عسكري في سرية تامة إلى درجة أن مسؤولين أمنيين ومدنيين كبارا في ولاية إليزي بالجنوب الشرقي للجزائر لم يعلموا بأي تفاصيل حول العملية». وتابعت: «كشفت مصادر موثوقة أن أسرة القذافي دخلت الجزائر عبر ممر سري صحراوي يستخدمه المهربون على محور جنوب غرب ليبيا الرابط بين غدامس وغات مقابل تينالكوم الجزائرية، 28 أغسطس الماضي. وأوضحت: «لجأ المسؤولون الليبيون عن أمن الموكب إلى التمويه على دخوله بسبع سيارات دفع رباعي مصفحة، توجهت نحو معبر الدبداب الحدودي، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذت بعد معلومات حول نصب معارضين للقذافي كمائن مسلحة لموكب أسرة القذافي عبر طريقين رئيسيين يربطان غدامس بالشمال الليبي، أحدهما يمر بمنطقة ميزدة والثاني عبر القرية الشرقية. وكانت هناك مخاوف من احتمال تعرض الموكب للقصف المدفعي أو الجوي في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين الجزائر وليبيا». وقالت: «كما كشفت نفس المصادر أن الموكب وصل تينالكوم الجزائرية بعد مسيرة أربعة أيام انطلاقا من مدينة سيرت الليبية. وبأنه كانت ترافقه كتيبة مسلحة مشكلة من 100 من طوارق شمال مالي. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن الموكب كان يضم نحو 50 فردا، بينهم ثلاثة من أبناء القذافي هم محمد وهانيبال وعائشة، وزوجته وبعض أحفاده و15 من الخدم، وأكثر من 14 سيارة لا تحمل غالبيتها وثائق».