قررت السلطة الفلسطينية وقف التعامل مع «اللجنة الرباعية الدولية» التي شكلت عام 2002 عقب اندلاع الانتفاضة الثانية بهدف إعادة إحياء العملية السلمية، وبدأت حملة ديبلوماسية لحلها. وجاء القرار الذي اتخذه الرئيس محمود عباس، وأبلغه إلى اللجنتيْن المركزية لحركة «فتح»، والتنفيذية لمنظمة التحرير، في أعقاب سلسلة من «الخيبات» الفلسطينية من اللجنة، وآخرها تقريرها الجمعة الماضي عن أسباب فشل العملية السياسية، وإشارته إلى العنف والتحريض الفلسطيني قبل ذكر الاستيطان الذي يعتبره المجتمع الدولي السبب الرئيس للعنف وفشل العملية السياسية. وكان عباس توقف عن استقبال المنسق السابق ل «الرباعية» توني بلير بعد سلسلة مبادرات قام بها الأخير ورأى فيها الفلسطينيون انحيازاً صارخاً إلى الموقف الإسرائيلي. وقال مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» أن الولاياتالمتحدة صاحبة اليد العليا في اللجنة، وأن التقرير الأخير يحمل البصمات الأميركية، مضيفاً أن «الأممالمتحدة لا حول لها ولا قوة، والاتحاد الأوروبي ليس صوتاً موحداً، وروسيا صديقة للفلسطينيين، لكنها كثيراً ما تتوصل إلى تفاهمات ومقايضات مع أميركا تخص المنطقة برمتها، خصوصاً سورية». وقال عضو اللجنة المركزية ل «فتح» محمد أشتية أن التقرير عالج الأعراض وليس الأسباب، مضيفاً: «السبب الأول والأخير لفشل العملية السياسية هو الاستيطان الذي يقوّض أسس حل الدولتيْن، ولا يبقي أرضاً فلسطينية للتفاوض عليها». وتابع: «إذا أراد أي طرف إعادة إطلاق العملية السياسية، عليه أن يسمّي الأمور بمسمياتها، ويتحدث عن كيفية إنهاء الاحتلال ومتى». وأوضح أن القيادة لن تتعامل مع «الرباعية»، وإن كانت ستتعامل مع أطراف اللجنة بصورة منفردة. وزاد: «نعمل على عقد مؤتمر دولي بمرجعيات مختلفة (المبادرة الفرنسية)، مؤتمر دولي يرمي إلى إنهاء الاحتلال ضمن سقف زمني وآليات محددة، والوقف الفوري للاستيطان». في غضون ذلك، التقطت الكاميرات في أوغندا أمس صوراً لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو غافياً، قبل أن توقظه زوجته سارة، خلال احتفال في الذكرى الأربعين لعملية «عينتيبي» التي نفذها كوماندوس إسرائيلي لانقاذ ركاب طائرة فرنسية كانت متجهة من تل أبيب الى باريس وخطفها ألمانيان وفلسطينيان، وأمرا طيارها بالتوجه الى عنتيبي حيث قتل خمسة ضباط إسرائيليين، بينهم يوني شقيق نتانياهو. ووصل نتانياهو أمس إلى أوغندا في محطة هي الأولى ضمن جولته الأفريقية التي تشمل رواندا وكينيا وأثيوبيا، ويلتقي خلالها سبعة زعماء أفارقة. وتأتي الزيارة وسط انتقادات شديدة داخل إسرائيل لما وصف ب «المهرجان الاستعراضي» الذي يشهده مطار عنتيبي بسبب الاحتفال الذي تنظمه إسرائيل في هذه المناسبة بحضور نتانياهو والمئات من مرافقيه، في وقت انتقد إعلاميون «تأليه يوني»، كما انتقدوا نتانياهو بسبب استثماره مقتل أخيه لحسابه الشخصي منذ بدء حياته السياسية.