بدت خيبة الأمل واضحة في رد الفعل الرسمي لحركة «حماس» على اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، والذي وصفته «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بأنه صوغ «لتحالف مشبوه». على رغم ذلك، عبرت «حماس» عن «شكرها وتقديرها لموقف الرئيس رجب طيب أردوغان والجهود التركية الرسمية والشعبية المبذولة لمساعدة أهلنا في غزة والتخفيف من حصارها؛ ودعم صمود شعبنا الفلسطيني والوقوف إلى جانبه». وجددت «حماس» في بيان منتصف ليل الاثنين - الثلثاء، بعد ساعات طويلة على إعلان رئيس الحكومة التركية الاتفاق، «تمسكها بمواقفها المبدئية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدمها إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوقنا الوطنية». وقالت إنها «تتطلع إلى مواصلة تركيا دورها في دعم القضية الفلسطينية، وإنهاء الحصار في شكل كامل، والضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف اعتداءاته على شعبنا وأرضنا، وفي المقدمة القدس والأقصى». وعلى النقيض تماماً، اعتبرت «الشعبية» أن الاتفاق «يُدشن تطوراً في العلاقات والتعاون الاستراتيجي بينهما (تركيا وإسرائيل)، المستمر منذ إعلان قيام دولة الاحتلال»، ووصفته بأنه يأتي ضمن «تحالف مشبوه». وأضافت في بيان أمس أن «الاتفاق يعكس سقف الاهتمام والأولويات لدى حكومة أردوغان التي لم تقطع علاقاتها الأمنية والعسكرية مع إسرائيل، على رغم التضليل وعنترية التصريحات الرسمية التركية التي رهنت تطبيع العلاقة بين الدولتين بإنهاء الحصار على قطاع غزة، في محاولة خادعة لاستخدام الورقة الفلسطينية في إطار الصراع الإقليمي المتزايدة وتائره مع اندلاع ما سُمي الربيع العربي». وشددت على أن الاتفاق «ينطلق من الضرورة لصوغ تحالف إقليمي تكون إسرائيل مكوناً رئيساً فيه، وتُشكل المصالح الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً في موضوع الغاز، محفزاً لحفظ المصالح والعلاقات بينهما، ودور سياسي مشترك في الإقليم، ما يدحض الادعاءات التركية التي لم تتوقف في شأن فك الحصار عن قطاع غزة كشرط لتطبيع العلاقات، وهو ما تم تجاوزه وأصبح في خبر كان». ودعت «الشعبية» فصائل العمل الوطني الفلسطيني إلى «التوحد لمواجهة الأخطار التي قد تترتب على التحالف الجديد الذي قد يتسع لتصبح إحدى مهامه الرئيسة محاصرة قوى المقاومة في المنطقة، ومنها المقاومة الفلسطينية».