قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية امس ان القضية الفلسطينية سوف تستفيد من «الربيع العربي»، مؤكداً ان الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يدير ظهره لسوريا التي دعمته. واعتبر هنية في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول ان القضية الفلسطينية سوف تستفيد من «الربيع العربي»، وقال «إذا سمح للشعوب ان تحكم، فستكون دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية». وأشار إلى أن الشعب المصري لم يكن أبداً مع حصار غزة أو إغلاق معبر رفح كما كانت القيادة المصرية السابقة وإنزال العلم الإسرائيلي عن السفارة في مصر خير دليل على ذلك. وعن الأحداث في سوريا قال هنية ان «الحكومة السورية لطالما وقفت إلى جانب الفلسطينيين وسوريا تبذل جهوداً لرفع الحصار عن غزة، لذلك لا يمكننا أن ندير ظهورنا لأي جهة ساعدت الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية». وأضاف انه «بالتأكيد لدى الشعب العربي في سوريا حقوق. لطالما دعمنا التغيير في سوريا وغيرها ونحن نشعر بحزن بالغ على سيل الدماء في سوريا. لا يمكن لأي قوة أن تقمع شعبها. ولطالما تمنينا أن تكون سوريا قوية لتواصل دعم الشعب الفلسطيني». وحول زيارة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان المحتملة إلى غزة، قال هنية ان الفلسطينيين يجرون الاستعدادات للزيارة وكأنها سوف تحصل، غير انه أكد ان السلطات في غزة لم تتلق بعد تأكيداً من أنقرة على الزيارة. واعتبر ان «هذه الزيارة ستكون خطوة مهمة جداً لإنهاء الحصار الوحشي المفروض على غزة»، مؤكداً انها ستكون زيارة تاريخية بالنسبة للشعب الفلسطيني. واستغل هنية المقابلة لتوجيه دعوة جديدة لأردوغان لزيارة غزة. وقال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ان «الشعب الفلسطيني يؤيد كل خطوة تتخذها أنقرة لإنهاء الحصار على غزة»، مشيراً إلى أن خفض تركيا لمستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وقطع العلاقات العسكرية يشكل دعماً كبيراً للشعب الفلسطيني. ورداً على سؤال عن المصالحة الفلسطينية، قال هنية «وضعنا الانقسام وراءنا وفتحنا صفحة جديدة في العلاقات بين الفلسطينيين. السلام يسود الآن بين الفلسطينيين»، إلاّ انه أضاف انه «من أجل أن يصبح السلام عملياً، نحتاج إلى تطبيق ثنائي ودقيق وأمين» لاتفاق المصالحة. وجدد رفض حركة «حماس» للمفاوضات مع إسرائيل التي اتهمها باستغلال هذه المفاوضات لتنفيذ اعتقالات وبناء مستوطنات جديدة ووضع القدس تحت الحصار، معتبراً ان هذه العوامل ساهمت في إفشال المفاوضات. وأضاف «لطالما دافعنا عن فكرة أن تجري المفاوضات في إطار عربي إسلامي وشددنا على ألاّ تكون تحت مظلة الولاياتالمتحدة»، مضيفاً ان جميع المفاوضين الفلسطينيين يعترفون بأمر واحد وهو ان المفاوضات التي بدأت قبل 18 عاماً فشلت في الوصول إلى أي نتيجة. ورداً على سؤال عن عمليات إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، قال هنية ان الفلسطينيين لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم والمقاومة هي حق مشروع بموجب القوانين الدولية كونهم واقعين تحت الاحتلال. وأضاف «أضف إلى أن الصواريخ التي يستخدمها الفلسطينيون ليست بشيء مقارنة بتلك التي تستخدمها القوات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أن إسرائيل تواصل استهداف المدنيين بصواريخها. وعلق رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة على تقرير لجنة بالمر حول الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة العام الماضي، بالقول ان التقرير شرع الهجوم الإسرائيلي وسيشرّع هجمات مقبلة أيضاً لذلك عبر عن رفضه التقرير ودعم أية خطوات تتخذها تركيا للرد عليه. ورداً على سؤال عن اتهام حكومة غزة بقمع المعارضة، أجاب «عن أي معارضة تتحدث؟ حماس جسم إداري في غزة. ومن وجهة نظر سياسية حماس في قلب المعارضة. ثانياً هناك أحزاب سياسية في غزة وهي موجودة قانوناً ولديها مكاتب وحرية تحرك وتعبير». وأضاف «يمكنني القول ان هناك حرية مطلقة حين يتعلق الأمر بالأحزاب السياسية في غزة، اذهب إلى كل أنحاء غزة وتحدث إلى زعماء الأحزاب وستشهد بعينك ان هناك حرية في غزة».