أعرب النائب عن كتلة «الاتحاد الإسلامي الكردستاني» أسامة جميل عن اعتقاده بإمكان وجود «اتفاقات سرية» بين الحكومتين الكردية والعراقية من جهة، وتركيا وإيران من جهة أخرى في ما يتعلق بقصف المناطق الحدودية في الإقليم، مشيراً الى أن الموقف «المرن والخجول» للحكومتين إزاء القصف يدعم هذه «الرؤية السياسية». وقال جميل في تصريح إلى «الحياة» إن «القصف الإيراني والتركي الأخير الذي أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين وتدمير البساتين والحقول وتهجير الأهالي جوبه بموقف مرن وخجول من الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان. هذا ليس اتهاماً بقدر ما هو تحليل ورؤية سياسية منطقية». وأضاف أن «القصف والتوغل العسكري يعدان انتهاكاً لسيادة العراق وإقليم كردستان ، قد تكون هناك اتفاقات سرية خولت تركيا وإيران تنفيذ هذه العمليات. القنصل الإيراني تحدث قبل فترة عن منح الحكومة ضوءاً أخضر لشن عمليات عسكرية على الحدود». الى ذلك، استنكرت رئاسة اقليم كردستان العراق الأعمال العسكرية التي قام بها عناصر «حزب العمال الكردستاني» ضد أهداف عسكرية تركية، مبينة أنها لن تخدم القضية أبداً. وجاء في بيان لرئاسة الإقليم: «إننا في رئاسة إقليم كردستان نعلن موقفنا الواضح والصريح إزاء الهجمات التي قام بها حزب العمال الكردستاني أخيراً في منطقة شمدينان الحدودية ونشجبها في شدة». ورأى أن «وقوع هذه الأعمال لا يخدم القضية الكردية في أي شكل من الأشكال، بل يؤدي الى إجهاض المسيرة السلمية لحل هذه القضية». وأضاف البيان: «في الوقت ذاته، نطالب تركيا بألا يكون رد فعلها قصف المناطق داخل حدود إقليم كردستان العراق، إذ أدى القصف إلى وقوع ضحايا وخسائر بين أهالي المنطقة. مرة أخرى ندين بشدة قيام حزب العمال الكردستاني بمثل هذه الهجمات، ولا يمكن لنا السماح باستخدام أراضي الإقليم منطلقاً للهجوم على دول الجوار». وزاد: «كما نؤكد ايماننا الراسخ بوجوب انتهاج الحلول السلمية والحوار طريقاً للوصول الى مرحلة تنهي إراقة الدماء». وفي غضون ذلك، انفجرت قنبلة مستهدفة حافلة تقل جنوداً أتراك في مدينة اسطنبول، أدت إلى مقتل ثلاثة عسكريين وفتاة شابة، فيما أُصيب 15 جندياً آخر بجروح متفاوتة. ونقلت وسائل اعلام تركية ودولية أن قنبلة يجرى التحكم بها من بعد انفجرت لدى مرور حافلة عسكرية في القسم الأوروبي من اسطنبول، ما أدى الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وكانت الأوضاع على الحدود تفاقمت اثر عمليات عسكرية بين الجانبين التركي و«حزب العمال الكردستاني» الذي يرفع السلاح في وجه انقرة منذ ثمانينات القرن الماضي، مطالباً بإقامة وطن عرقي للأكراد جنوب البلاد. وقُتل 11 جندياً تركياً وجُرح 12 آخرون اثر هجوم مسلح شنه عناصر الحزب على ثكنة عسكرية تركية، فيما ردت الطائرات التركية بقصف جوي على مناطق أكد الجيش أنها مقرات للحزب. وهدد «العمال» بنقل الحرب إلى داخل المدن التركية، فيما شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده لن تبقى صامتة.