بغداد، النجف، أربيل – «الحياة» - طالبت عشرات المنظمات المدنية خلال تظاهرة امس، الحكومةَ العراقية ب «توضيح موقفها من انتهاك ايران وتركيا سيادة البلاد» وإعلان تقرير حول ميناء تبنيه الكويت وتعترض عليه بغداد. وفيما اجرى ممثل إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران، اعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنه أرسل ممثلين عنه إلى إيران وتركيا لمطالبتهما بوقف قصف القرى الحدودية. وسلمت الخارجية العراقية امس مذكرة احتجاج إلى السفير التركي في بغداد على قصف بلاده المناطق الحدودية التي أسفرت عن مقتل 7 اشخاص على الاقل. ويأتي التحرك الديبلوماسي العراقي إثر تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي قادتها منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن الانتقادات التي وجهتها قوى سياسية إلى حكومتي أربيل وبغداد، ومطالبتهما باتخاذ موقف «صارم» من القصف التركي والإيراني المتواصل منذ أسابيع على القرى الكردية داخل الحدود العراقية. وطالب متظاهرون تجمعوا امس مقابل وزارة الخارجية في حي الصالحية في بغداد، في مذكرة وجهت الى رئيس الوزراء نوري المالكي ب «قيام الحكومة بواجباتها الدستورية في حماية أمن وسيادة العراق ووقف الانتهاكات الايرانية والتركية والكويتية وضرورة احترام هذه الدول للعلامات الحدودية». وجاء في المذكرة ان «قصف جبال قنديل والقرى الحدودية في اقليم كردستان تزامن مع قطع إيران المياه عن الانهر، وخنق الممرات المائية البحرية، في استغلال لصمت الحكومة والبرلمان وعدم اتخاذهما موقفاً موحداً وصريحاً من تلك التجاوزات التي تمس سيادة وكرامة البلاد واقتصاد العراق». واتهم المتظاهرون «الحكومة بالتواطؤ مع دول الجوار»، قالت سكرتيرة جمعية «الامل» الناشطة المعروفة هناء إدور ل «الحياة»: «نريد موقفاً واضحاً لحكومتنا من شأنه ان يحمي السيادة»، وبينت انه «من غير المبرر عدم احتجاج الحكومة رسمياً أو تقديمها شكوى إلى مجلس الامن والامم المتحدة». ورفع المتظاهرون لافتات تندد ب «الانتهاكات الايرانية والتركية والكويتية»، داعين الحكومة الى «اتخاذ إجراءات فعالة، منها طرد سفراء هذه الدول من بغداد، للضغط عليها للكف عن اعتداءاتها». كما تظاهر عشرات المحامين في منطقة الاعظمية وسط بغداد للسبب ذاته، مطالبين الحكومة ب «الرد على الانتهاكات الايرانية التركية». وطالبوا القوات الاميركية ب « تحمل مسؤولياتها لاسيما ان الاتفاق الامني الموقع بين بغداد وواشنطن يلزم اميركا حماية حدود البلاد وسيادتها». الى ذلك، طالب «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني و «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال طالباني أمس، إيران وتركيا ب «وقف الاعتداءات وعمليات قصف المناطق الحدودية للإقليم فوراً». وجاء في بيان للحزبين ان «المجتمعين أعربوا عن رفضهم وقلقهم حيال الجهات التي تتسبب بتأزم الاوضاع، محذرين اياهم من عدم السماح باستخدام اراضي اقليم كردستان، لتجنب منح المسوغ لايران وتركيا للإضرار بمواطني الإقليم». وكان ممثل حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني زار طهران امس، وبحث مع نجاد في قضية القصف الايراني للحدود. وتؤكد إيران انها تطارد مجموعات مسلحة تابعة لحزب «الحياة الحرة» الكردي، فيما تؤكد الحكومة التركية أن قصفها يستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ مناطق جبلية وعرة شمال العراق مقرات. وأفاد تقرير لجنة الداخلية والمجلس المحلي في برلمان كردستان، ان الغارات الجوية التركية تسببت حتى الآن بمقتل 12 مواطناً مدنياً، وتهجير 670 عائلة من اصحاب المواشي من حدود ناحية سيدكان، والإضرار ب 600 شخص من مربي النحل، وترحيل 400 عائلة من الفلاحين». من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أن وكيل الوزارة محمد جواد الدوركي سلم الاربعاء السفير التركي مذكرة احتجاج على «انتهاك سيادة العراق وقصف المناطق الحدودية واستهداف المدنيين الابرياء»، داعياً تركيا إلى «الوقف الفوري لهذه العمليات». وأكد وكيل الوزارة محمد الحاج حمود في تصريحات امس، أن «استمرار اعتداءات الكويت وإيران وتركيا على العراق ستسيء بشكل مباشر للعلاقات معها». واضاف أن «الوزارة وجهت مذكرات احتجاج شديدة اللهجة الى دول الجوار تطالبها بوقف تلك الاعتداءات». الى ذلك، شدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه، على «ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة مع البلدين»، مجدداً رفضه استخدام أراضي العراق منطلقاً لشن هجمات ضد دول أخرى. وقال: «نحن نرفض استعمال الأراضي العراقية في اقليم كردستان لشن هجمات على الدول المجاورة، كما نرفض رفضاً قاطعاً قصف الأراضي العراقية من أي دولة من دون استثناء». من جهة أخرى، شكر طالباني امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على مبادرته بالعفو عن السجناء العراقيين. وقال في رسالة: «كان لمبادرتكم الكريمة بالعفو عن السجناء العراقيين الموجودين في دولة الكويت أطيب الأثر في نفوسنا، خصوصاً أنها توافقت مع مطالع شهر رمضان الفضيل، شهر الخير والتسامح والغفران».