تستقبل تونس شهر رمضان قبل قدومه بأيام عدّة، إذ تعمل أجهزة الدولة، كلّ في مجال اختصاصها، على اتخاذ الاحتياطات الضرورية للاستعداد الجيّد للشهر الكريم، وبخاصة من حيث توفير المواد الغذائية والسيطرة على الأسعار، تماشياً مع متطلبات الأسر محدودة الدخل، وتوزيع بعض المساعدات المادية والعينية على هذه الأسر، كي تتمكّن من توفير حاجاتها كافة، إضافة إلى تنظيم موائد إفطار للمحتاجين، دعماً لروح التآخي والتآزر بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية. وأوضح السفير التونسي لدى المملكة لطفي بن قايد ل«الحياة» أبرز التغييرات التي تحدث في تونس خلال شهر رمضان، قائلاً: «لمناسبة الشهر الكريم تتم برمجة عدد من التظاهرات الدينية والثقافية، لإبراز البعد الروحي، فضلاً عن الاهتمام ببيوت الله وتوفير متطلباتها كافة، وتنظم السلطات التونسية مسابقات لحفظ القرآن الكريم في مساجد البلاد كافة، أهمّها مسابقة «تونس الدولية لحفظ القرآن الكريم» التي تشهد مشاركة دول عربية وإسلامية عدة، ويتولّى في ختامها رئيس الجمهورية تسليم جائزة «رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية». وتابع: «ودأبت بعض الأسر التونسية على ختان الأطفال في ليلة ال27 من رمضان، احتفاء وتباركاً بهذه المناسبة الدينية، كما تنشط الأسواق والمحال التجارية، وخصوصاً في النصف الثاني من شهر رمضان. من جهتها، تحرص الوحدات الأمنية وقوات الجيش الوطني على مضاعفة التأهب واليقظة في هذا الشهر الكريم، للذود عن حرمة الوطن». وفي ما يخص العادات الدينية والاجتماعية، التي يضيفها الشهر الفضيل لدى الجاليات التونسية في الخارج، أكد قايد، الذي عمل سفيراً في أكثر من بلد، محافظة الجاليات التونسية على عاداتها وتقاليدها خارج أرض الوطن، مبيناً أنها الأجواء نفسها تقريباً من التآزر والتضامن ولقاء العائلات وتوطيد صلة الرحم، وهي أجواء تعمّ فيها فرحة الكبار والصغار لما لهذا الشهر المبارك من أثر في تعزيز التقارب بين العائلات ومساعدة المحتاجين من أبناء الجالية. وبالنسبة إلى الأكلات الخاصة، التي تتزيّن بها المائدة الرمضانية في تونس قال: «نجد الحساء أو (الشوربة) بمختلف أنواعها، وبخاصة حساء (الفريك باللحم) أو (الدجاج) أو (السمك)، و(البريك) الذي يتصدّر المائدة في كل البيوت، والسلطة بمختلف أنواعها، و(الكسكسي) الطبق الرئيس، والمعكرونة، ولا ننسى (الطواجن) بمختلف أنواعها، وهي عبارة عن كيك مالح يصنع من الجبن الرومي أو «موزاريلا» مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات واللحم أو الدجاج، كما لا ننسى «الدقلة» التونسية المميزة، أو «دقلة نور» التي يتم تناولها في الإفطار مع الحليب».