أجرت كوريا الشمالية اليوم (الأربعاء) تجربتين لصاروخين قويين متوسطي المدى، باءت إحداهما بالفشل، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. وأشارت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في البدء، إلى أن بيونغيانغ أجرت تجربة صاروخية فاشلة من ساحلها الشرقي يعتقد أنها لصاروخ قوي جديد متوسط المدى قادر على ضرب القواعد الأميركية في جزيرة غوام. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا مجهول الطراز من ساحلها الشرقي قبيل الساعة السادسة صباحا (21.00 ت غ الثلثاء). وأضاف "يبدو أن عملية الإطلاق باءت بالفشل"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وفي وقت لاحق، أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن تجربة ثانية مماثلة، لم تتمكن وزارة الدفاع من تأكيدها. وتحظر قرارات الاممالمتحدة على كوريا الشمالية استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية رغم ان بيونغ يانغ تطلق بشكل منتظم صواريخ قصيرة المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي. وشددت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية على أن أي اختبار مماثل يعتبر "خرقا واضحا لقرارات الأممالمتحدة". وكانت وسائل إعلام يابانية وكورية جنوبية نقلت أمس (الثلثاء) عن مسؤولين عسكريين قولهم إن بيونغيانغ كانت تستعد لتجربة جديدة لصاروخ "موسودان" الباليستي متوسط المدى. وفي ردود الفعل الدولية، اعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن التجربة الصاروخية أمر "غير مقبول"، مؤكدا عزمه التحرك إلى جانب دول أخرى ضد نظام بيونغيانغ. ونقلت وسائل إعلام عدة عن آبي قوله "سنجري تحليلا مفصلا ونعمل جنبا إلى جنبا مع المجتمع الدولي. وفي حال كان الأمر متعلقا فعلا بصاروخ باليستي، فإنه سيكون بوضوح أمرا غير مقبول". وقال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني إنه "لا يمكن إستبعاد المزيد من الاعمال الاستفزازية من كوريا الشمالية متكهنا بأن أحدث صاروخين أطلقتهما ربما جرى توقيتهما ليتزامنا مع الذكرى السنوية لبداية الحرب الكورية في 1950". من جهة ثانية، قال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه سيعقد اجتماعا للامن القومي لمناقشة أحدث إختبارات لاطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية. وقال متحدث باسم مكتب الرئاسة إن من المقرر أن يعقد الاجتماع في وقت لاحق من صباح اليوم وسيرأسه كبير مستشاري رئيسة كوريا الجنوبية للامن القومي. وأعلن الكوماندر غاري روس، الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، إنه وفقا لمعلومات أولية فإن الصاروخين سقطا في بحر اليابان. وأضاف "نرجّح أن الصاروخين متوسطي المدى من نوع موسودان وتم إطلقهما من وونسان على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية". وقال البيان إن أيا من الصاروخين لم يشكل تهديدا لأميركا الشمالية. وقال روس إن الولاياتالمتحدة تدين بقوة إطلاق الصاروخين والاختبارات الصاروخية الاخرى التي أجرتها كوريا الشمالية في إنتهاك لقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وفي بيان منفصل دان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي إطلاق الصاروخين وقال إن الولاياتالمتحدة تعتزم "إثارة مخاوفها في الاممالمتحدة لتعزيز إصرار دولي على محاسبة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) عن هذه الاعمال الاستفزازية." وقد اخفقت كوريا الشمالية اربع مرات هذه السنة في اطلاق الصاروخ موسودان الذي يتراوح مداه من 2500 الى 4000 كلم. وصاروخ "موسودان" الذي كشفت عنه بيونغيانغ خلال عرض عسكري عام 2010، لم يتم اختباره حتى الان بنجاح. وهذا الطراز من الصواريخ يمكنه ان يصيب اهدافا تمتد من كوريا الجنوبيةواليابان كحد ادنى، الى القواعد العسكرية الاميركية في جزيرة غوام كحد اقصى. واعتبرت عمليات الاطلاق الفاشلة الثلاث في نيسان (ابريل) بمثابة انتكاسة قبل المؤتمر التاريخي للحزب الوحيد الحاكم في مطلع ايار (مايو)، والذي كان من المفترض ان يحتفي بانجازات النظام. وانتهت التجربة الرابعة اواخر ايار (مايو) بالفشل ايضا بحسب التقارير. وعرض الزعيم كيم جونغ اون شخصيا خلال المؤتمر على الجنوب معاودة الحوار لتهدئة الوضع. لكن هذا العرض الذي كرره عدة مرات الجيش الكوري الشمالي، اصطدم برفض الجنوب الذي اعتبره غير صادق على ضوء تعهد كيم خلال المؤتمر ذاته بمواصلة برنامج بلاده النووي. وتدهور الوضع الى حد كبير في شبه الجزيرة الكورية بعد التجربة النووية الرابعة التي اجراها الشمال مطلع كانون الثاني (يناير)، تلاها في شباط (فبراير) اطلاق صاروخ في عملية تعتبر تجربة لصاروخ بعيد المدى. ورد مجلس الامن الدولي الذي حظر على كوريا الشمالية اي برنامج نووي وبالستي، باقرار اشد عقوبات على بيونغيانغ. واعلنت كوريا الشمالية في الاشهر الاخيرة انها حققت مجموعة من النجاحات التقنية نحو ما يبدو انه الهدف الاعلى لبرنامجها النووي المتمثل بصنع صاروخ بالستي عابر للقارات، ومزود برأس نووي قادر على ضرب القارة الاميركية.