في مؤشر إلى تصعيد التحدي التي يعتمده الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغ كيم، منذ تهديده بشن هجوم نووي على الولاياتالمتحدة، أعلنت بيونغيانغ أمس أنها لن تستطيع ضمان أمن السفارات والمنظمات الدولية على أراضيها بدءاً من 10 الشهر الجاري، في حال اندلاع نزاع. وعرضت بيونغيانغ على موسكو «التفكير» في إجلاء موظفي سفارتها، ما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إعلان أن بلاده ستحاول «استيضاح الوضع الذي لا يتطور بالطريقة التي نتمناها، والاتصال بشركائنا الصينيين والكوريين الجنوبيين واليابانيين قبل اتخاذ قرار»، علماً أن السفارات في بيونغيانغ كانت في يوم عطلة أمس. ولوحظ أن هذا العرض أتى غداة إعلان موسكو أن تحدي بيونغيانغ لقرارات مجلس الأمن، أمر «غير مقبول». في المقابل، وصفت وزارة الخارجية البريطانية تلقي سفارتها في بيونغيانغ طلباً مماثلاً بالإخلاء، بأنه «حملة دعائية لكوريا الشمالية لإظهار أن الولاياتالمتحدة تمثل تهديداً لها». ترافق ذلك مع نقل كوريا الشمالية صاروخاً ثانياً متوسط المدى من طراز «موسودان» إلى ساحلها الشرقي ووضعه على منصة إطلاق، ما زاد المخاوف من تنفيذ الشمال عملية لإطلاق صاروخ تؤجج التوتر في شبه الجزيرة الكورية، في وقت سرت تكهنات حول احتمال تنفيذ الإطلاق بالتزامن مع عيد ميلاد مؤسس البلاد كيم ايل سونغ في منتصف الشهر الجاري. وكشفت مصادر عسكرية في سيول بأن صاروخ «موسودان» الذي يتراوح مداه بين 3 و4 آلاف كيلومتر، أي وصولاً إلى قواعد عسكرية أميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ (3800 كيلومتر)، لم تختبره كوريا الشمالية حتى الآن. لذا اعتبر خبراء أنه «سيكون من المفاجئ استخدام كوريا الشمالية صاروخاً لم يختبر سابقاً، لأن نظامها لن يطلق في هذه المرحلة صاروخاً قد يتفكك بعد 30 ثانية». لكن ذلك لم يمنع البحرية الكورية الجنوبية من نشر مدمرتي «ايجيس» المزودتين أنظمة رادار متقدمة قبالة الساحلين الشرقي والغربي لرصد مسار أي إطلاق صاروخي. أما الولاياتالمتحدة فأعلنت أنها تتخذ «كل الاحتياطات اللازمة» في مواجهة تهديدات بيونغيانغ، على رغم أن الإدارة الأميركية لا تزال تصر على أن «لا شيء مقلق، خصوصاً أن تهديدات بيونغيانغ هذا الأسبوع بأنها باتت في حال حرب مع سيول بسبب تدريباتها العسكرية المشتركة مع واشنطن، لم تواكبه تحركات عسكرية موازية». ويرى خبراء أن «عرض صور لكيم الثالث أمام خرائط تحدد أهدافاً للصواريخ على الأراضي الأميركية تتطلب خيالاً واسعاً، لأن كوريا الشمالية لم تثبت بعد امتلاكها تكنولوجيا لصواريخ باليستية قادرة على بلوغ الشواطئ الأميركية. ويرى مسؤولون أميركيون أن استفزازات كيم الثالث ليست إلا إحياءً لأيام والده كيم يونغ ايل الذي وجّه تهديدات ونفذ تحركات عسكرية جذبت انتباه العالم لاستخدامها أداة ضغط في المفاوضات الدولية، مع تجنبه إثارة صراع عسكري. جانب من المناورات الأميركية الكورية الجنوبية قرب الحدود مع الشمال. (ا ب)