أثارت دعوات صدرت عن جنرالات متقاعدين في الجيش الجزائري لانتقال البلاد إلى «مرحلة انتقالية»، قلقاً كبيراً في محيط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، المرشح الأوفر حظاً للفوز بولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن تجرى بعد عشرة أيام. ودأب الجنرال المتقاعد في الجيش أحمد بن حديد، على الحديث عن «الفترة الانتقالية» في مساهمات يومية صدرت في صحف جزائرية. وحدد هذا الجنرال الذي اشتهر بصرامته بمكافحة الإرهاب في فترة نهاية تسعينات القرن الماضي، معالم المرحلة المقبلة، مقترحاً أن يقودها الرئيس السابق ليمين زروال. لكن بن حديد الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه شخصية قريبة من قائد جهاز الاستخبارات محمد مدين (توفيق) ليس الوحيد الذي يدافع عن الفكرة، إذ برزت دعوة مشابهة من القائد السابق للقوات البحرية الجزائرية الجنرال المتقاعد محند الطاهر يعلى. كذلك دعا العقيد السابق في جهاز الاستخبارات شعبان بودماغ إلى انتقال ديموقراطي حقيقي يضع البلاد على طريق التقدم والاستقرار، معتبراً أنه ضروري لإنقاذ الأمة. في المقابل، رأى محيط الرئيس المنتهية ولايته، في الدعوة لمرحلة انتقالية، تحريضاً على «الانقلاب على الشرعية». وهاجمت وسائل إعلام مقربة من بوتفليقة، إضافةً إلى مسؤولي حملته الانتخابية أصحاب هذه الدعوة، فصرح أحمد أويحيى أحد أبرز مساندي الرئيس، أن «عهد الأصوات المنادية بالمرحلة الانتقالية انتهى». إلى ذلك، دعا قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أفراد المؤسسة العسكرية إلى التزام مهماتهم «الدستورية». وطالب ضباط وعناصر الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى، بتوفير الأجواء المثالية لإجراء الانتخابات. وشابت الحملة الانتخابية، أعمال عنف متفرقة، إذ رشق شبان غاضبون أول من أمس، موكب أويحيى بالحجارة في مدينة أم البواقي (شرق)، كما تعرض موكب مدير حملة بوتفليقة، رئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال الى حادث مماثل أمس، في بجاية إحدى أبرز مدن القبائل. واشتكت مديرية حملة بوتفليقة نهاية الأسبوع من «تحرش» أنصار المرشح الرئاسي علي بن فليس بتجمعاتهم، لكن حملة الأخير نفت ذلك. وفي سياق متصل، وخوفاً من رد فعل سلبي في الشارع، ألغى رئيس الوزراء بالإنابة يوسف يوسفي، زيارة كانت مقررة الثلثاء المقبل إلى ولاية باتنة، مسقط رأس بن فليس. كما ألغى مدير حملة بوتفليقة، رئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال تجمعاً انتخابياً في بجاية أمس، «حفاظاً على الأمن»، وذلك بسبب قيام تظاهرة مناهضة للرئيس في مكان التجمع، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع الشرطة. وقال سلال في تصريح أدلى به في مطار بجاية (260 كلم شرق الجزائر): «ألغيت هذا اللقاء حفاظاً على الأمن لا أكثر ولا أقل». وأفاد شهود أن مئات الأشخاص تجمعوا أمام دار الثقافة في بجاية رافعين شعارات ضد ترشح بوتفليقة لولاية رابعة.