تظاهر آلاف الجزائريين في مدينة باتنة شرق البلاد، أمس للتعبير عن رفضهم للتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال ومعارضتهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. وأحدثت مزحة سلال حول سكان الشاوية (منطقة بشرق الجزائر)، ردة فعل غاضبة غير مسبوقة. وذكرت صحيفة «الوطن» الجزائرية على موقعها الإلكتروني أن أكثر من 5 آلاف متظاهر احتشدوا وسط باتنة «للتنديد بتصريح عبد المالك سلال وترشح بوتفليقة لولاية رابعة ونظموا مسيرة سلمية حتى مسكن الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال». وذكر الموقع الإخباري «كل شيء عن الجزائر» إن المتظاهرين ردَّدوا أمام مسكن زروال شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». من جهته وجه الرئيس الجزائري السابق اليمين زروال رسالة إلى الجزائريين نشرتها الصحف أمس، دعا فيها إلى «التداول على السلطة» وذلك قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية التي ترشح فيها خليفته عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة. انتخب زروال (72 سنة) رئيساً في 1995 لكنه استقال في 1998 قبل عامين من نهاية ولايته الرئاسية ليدعو إلى انتخابات مسبقة في إبريل 1999، فاز فيها بوتفليقة. وكان يفترض أن يقضي بوتفليقة ولايتين في الحكم على أقصى تقدير وفقاً للدستور الذي وضعه زروال في 1996 المحدد للولايات الرئاسية لكن بوتفليقة غير هذا الدستور في 2008 وألغى هذا المبدأ. وانتقد الجنرال المتقاعد زروال هذه المراجعة الدستورية واعتبر أنها «أدّت بشكل عميق إلى تعكير النقلة النوعية التي كان يقتضيها التداول على السلطة وحرمت مسار التقويم الوطني من تحقيق مكاسب جديدة على درب الديمقراطية». وأضاف أن أهمية التداول على السلطة تكمن في «التضامن بين الأجيال، وتأسيس قواعد هيكلية لاستقرار مستدام، كما تكمن في تحصين الديمقراطية وأضفاء الديمقراطية على مؤسسات الجمهورية».