جدد الرئيس الجزائري السابق الجنرال المتقاعد ليامين زروال رفضه العودة إلى الحياة السياسية من باب الرئاسيات المقبلة، رداً على مطلب «قافلة شعبية» انتقلت أمس إلى مقر إقامته في باتنة (400 كلم جنوب شرقي العاصمة) لإقناعه بضرورة تولي «مرحلة انتقالية» خلفاً للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يعالج في باريس منذ شهرين ونصف من دون أن تتضح الصورة بشأن مستقبله على رأس الدولة. وتوجه عشرات الأشخاص المنضوين في جمعيات شعبية ومنظمات جماهيرية إلى إقامة زروال في باتنة عاصمة الأوراس للضغط عليه للقبول بفكرة الفترة الإنتقالية. ومعلوم عن زروال «زهده» في العودة للحياة السياسية منذ انسحابه من رئاسة الجمهورية وإعلانه رئاسيات مسبقة أشرف عليها بنفسه وأفرزت فوز بوتفليقة في ربيع 1999. والأشخاص الذين زاروا زروال ينتمون إلى تنظيمات من الحركة الوطنية لأبناء الشهداء وتنسيقية أبناء الشهداء وفيديرالية أبناء الشهداء، وهم يمثلون ولايات كالجزائر العاصمة، باتنة، بومرداس، سطيف، عنابة، البويرة، بجاية، المسيلة، قسنطينة، الشلف وبرج بوعريريج، في محاولة لإعطاء انطباع بأن دعوة الترشح «مطلب جماهيري وطني» قد يُثني الجنرال المتقاعد عن رفضه العودة إلى المعترك السياسي. وخرج زروال أمس إلى المئات من المناضلين الذين تجمهروا أمام إقامته في باتنة. وأبرزت صور تناقلتها مواقع تواصل إجتماعي تعباً بادياً على الرئيس السابق جراء تقدمه في السن، وقد غطّى الشيب كامل شعر رأسه، ومع ذلك فقد تفاعل مع «القافلة» ورد على قادتها بالقول إنه «أدى مهمته في مرحلة سابقة ولن يعود للمشهد السياسي». وصرح الطاهر عكوش، الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية لمساندة ترشح زروال، بأن «فكرة دعوته إلى الترشح بدأت تتوسع بعدما التحق بها عدد إضافي من أبناء الشهداء وجمعيات المجتمع المدني من ولايات عدة من شرق وغرب ووسط وجنوب البلاد. وأوضح أن تجمع أمس شهد تسليم زروال «رسالة رسمية تحمل طلب الترشح». ولا تقتصر دعوة الرئيس السابق إلى الترشح على تنظيمات جماهيرية بما أن شخصيات «نخبوية» أيضاً تعمل على الترويج لضرورة عودته من باب أنه «الشخصية الوحيدة التي تحقق الإجماع الوطني» في المرحلة الحالية.