ذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسف» اليوم (الثلثاء) أن تسعة من كل عشرة قاصرين وصلوا بمفردهم بين المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي إلى ايطاليا، مشيرة الى أن عددهم تضاعف مقارنة مع العام الماضي. وأفادت المنظمة في تقرير بعنوان «مخاطر مع كل خطوة» بأن7 آلاف وتسعة أطفال غير مرافقين قاموا بالرحلة البحرية من شمال افريقيا الى ايطاليا خلال الاشهر الخمسة الاولى من 2016. وقالت الناطقة باسم «يونيسف» سارة كرو في مؤتمر صحافي في جنيف إن «سبب هذه الزيادة غير واضح في هذه المرحلة ونحتاج الى تحليل أكثر عمقاً». ولقي 2859 شخصاً مصرعهم في البحر المتوسط منذ بداية العام الحالي، من بينهم عدد كبير من الأطفال، في حين كان عددهم 3770 طيلة العام 2015، بحسب ما ذكرت منظمة الهجرة العالمية. واكدت «يونيسف» أن العائلات نادراً ما تسلك هذه الطريق بسبب المخاطر والصعوبات الكبرى التي تطرحها. وقالت بيس وهي نيجيرية يتيمة في ال 17 من العمر، فرت من بلادها لرفضها زيجة قسرية إنه «خلال الرحلة سقط عدد من الأشخاص من الزورق وغرقوا في حين فقد آخرون الوعي على متنه وماتوا». وأضافت «كنت جالسة محاطة بجثث وشعرت بالخوف. لو أخبرني اصدقائي كم أن الأمر صعب لكنت بقيت في نيجيريا». والقاصرون غير المرافقين يدفعون ثمن رحلتهم من خلال العمل ما يعرضهم للعنف والاستغلال الجنسي بحسب «يونيسف». وروى عمال اجتماعيون ايطاليون لمنظمة الطفولة أن فتيات وفتياناً تعرضوا للاعتداء وارغموا على ممارسة الدعارة في ليبيا. وبحسب التقرير كانت فتيات حوامل لدى وصولهن الى ايطاليا بعد تعرضهن الى الاغتصاب. وأفاد التقرير أن أزمة الهجرة تدر أرباحاً على الشبكات الإجرامية لتهريب البشر التي تستهدف المهاجرين الأضعف، وخصوصاً النساء والأطفال، وأضاف أن «الزيادة الكبيرة في عدد النساء والفتيات القادمات من نيجيريا ويغادرن ليبيا الى إيطاليا تثير قلقاً واعتبرت منظمة الهجرة العالمية أن 80 في المئة منهن ضحية الاتجار بالبشر». ويفضل عدد من القاصرين غير المرافقين ألا يتسجلوا لدى وصولهم الى أوروبا أو يهربون من مراكز الاحتجاز لمواصلة رحلتهم، بحسب ما ذكرت يونيسف ما يشيع مخاوف من سقوط البعض منهم بايدي عصابات اجرامية. وقالت المنسقة الخاصة ل «يونيسف» لأزمة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا «انها اوضاع يائسة يتم التستر عليها وبالتالي تجاهلها»، مضيفة أن «عشرات آلاف الأطفال في خطر كل يوم، في حين ان مئات الآلاف على استعداد للمجازفة بكل شيء». وتابعت «علينا حماية هؤلاء الأطفال من جميع أنواع سوء المعاملة والاستغلال من قبل الذين يستفيدون من هذا الوضع لاستغلال أحلامهم». وحذرت «يونيسف» من أنه مع حلول فصل الصيف قد يرتفع عدد القاصرين الذين يقومون بالرحلة في البحر المتوسط بمفردهم. وذكرت وكالة الأممالمتحدة أن هناك حالياً 235 الف مهاجر في ليبيا، من بينهم عشرات آلاف الأطفال بمفردهم. وقالت بوارييه في التقرير إنه «من واجب كل الدول التي يغادرها هؤلاء الأطفال أو يعبرونها او يلجأون إليها، اتخاذ اجراءات لحمايتهم تتركز على المخاطر التي قد يتعرضون لها».