عمّت مظاهر الحداد الولاياتالمتحدة غداة الاعتداء الإرهابي الذي خلّف 50 قتيلاً في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا ليل السبت– الأحد، مع تنكيس الأعلام فوق البيت الأبيض والمباني الفيديرالية، فيما أرخى الاعتداء بظلاله على حملة الانتخابات الرئاسية، إثر تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بسياسة «أكثر بطشاً ضد الإرهاب والتطرف الإسلامي»، واتهامه الرئيس باراك أوباما بأنه «ضعيف». وكان أوباما رجح تحرك منفذ الهجوم الأفغاني الأصل عمر صديق متين «كذئب منفرد»، مؤكداً أن لا دليل على تدبير الاعتداء من خارج الأراضي الأميركية. وقارن الرئيس الأميركي الاعتداء بقتل زوجين باكستانيين 14 شخصاً بالرصاص في مدينة سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا العام الماضي، وقال: «يبدو أن (الفاعل) استوحى عمله من معلومات متطرفة على الإنترنت، ولا دليل واضحاً حتى الآن على أن الاعتداء جرى تدبيره في الخارج». وأكد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) فرضية أن منفذ الاعتداء اعتنق التطرف عبر الإنترنت. (للمزيد) وأفاد «أف بي آي» بأن متين زار السعودية مرتين لأداء العمرة في 2011 و2012، وهو ما أكدته الرياض. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر أمنية أن متين درس إمكان استهداف مجمع «ديزني لاند» الشهير في أورلاندو. واستغل ترامب الاعتداء للنيل من أداء الديموقراطيين وفي مقدمهم الرئيس اوباما الذي دعاه ترامب إلى الاستقالة. وقال إن منافسته الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون «غير كفؤة وتريد قبول لاجئين سوريين» اعتبرهم «جزءاً من المعضلة والتهديد للولايات المتحدة». وردت حملة كلينتون بوصف ترامب بأنه «طفل نرجسي» بعدما هنأ نفسه على «تويتر» بسبب سياسته المتشددة ضد الإرهاب. وركزت الحملة الديموقراطية على أهمية مكافحة اقتناء الأسلحة، خصوصاً لأشخاص سبق أن استجوبهم مكتب التحقيقات الفيديرالي، مثل منفذ هجوم أورلاندو. ولم يتردد ترامب في اتهام مسلمي أميركا ب «التواطؤ». وقال لمحطة «سي إن إن»: «نحتاج إلى مراكز لجمع المعلومات، فالناس في المنطقة والناس في الحي يعلمون بوجود أمر مريب في شأن مهاجمين محتملين، لكنهم لا يتصلون بالشرطة ولا يبلغون أف بي آي عنهم، وهو ما يجب أن يفعله المسلمون». وزاد: «لدينا حالياً آلاف من المقيمين في الولاياتالمتحدة مثل متين، وقلوبهم ممتلئة بالبغض، ويجب أن نعرفهم»، علماً أن سيتورا يوسفي، الزوجة السابقة لمتين، أفادت بأنه أصبح أكثر تديناً بعد طلاقهما في 2012، كما شككت باتزانه العقلي، وقالت إنه كان يتناول الكثير من العقاقير ومنشطات «ستيرويد». وبعدما اجتمع بقيادات الاستخبارات ومستشاري الأمن القومي ووزيرة العدل الأميركية لوريتا لينش في البيت الأبيض، تحدث أوباما عن إشكالية اقتناء الأسلحة الثقيلة، وقال: «لم تكن صعبة على مرتكبي هجومَي سان برناردينو وأورلاندو حيازة أسلحة»، مضيفاً: «حتى حين نطارد قيادات داعش وبناهم التحتية علينا ضرب دعايتهم السياسية المنحرفة عن الإسلام»، وذلك في إشارة إلى تبني التنظيم الاعتداء. وفي إطار التحقيق، أعلنت الشرطة في فلوريدا أنها تبحث في احتمال وجود أي جهة أخرى ساعدت الفاعل. وكشفت أنه كان يقتني سلاحاً ثالثاً في سيارته، وحاول التفاوض مع الشرطة مع إعلانه الولاء ل «داعش» للمرة الثانية من داخل الملهى الليلي حيث احتجز رهائن. لكن الشرطة تدخلت وقتلته حين شعرت أنه سيقدم على قتل المزيد. ودانت إيران أمس الاعتداء الذي وصفته بأنه «هجوم مشؤوم وإرهابي». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري إن بلاده «انطلاقاً من سياساتها المبدئية في إدانة الإرهاب وقرارها الحاسم للتصدي الجاد والشامل لهذه الظاهرة المشؤومة، تعرب عن إدانتها للهجوم الإرهابي الأخير في مدينة أورلاندو الإميركية».