شهدت الولاياتالمتحدة أمس، أسوأ إطلاق نار في تاريخها، إذ قتل مسلح بالرصاص 50 شخصاً في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، قبل أن تقتله الشرطة. وأعلنت السلطات فتح تحقيق في «عمل إرهابي»، فيما أشار مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) إلى «تعاطف» مطلق النار الذي تردد أنه من أصل أفغاني، مع متشددين إسلاميين. وتحدث حاكم فلوريدا السيناتور ريك سكوت عن «عمل إرهابي واضح»، فيما نقل السيناتور بيل نيلسون عن السلطات الأميركية إن الجاني عمر متين بايع تنظيم «داعش» قبل تنفيذه العملية. ونقلت شبكة «أن بي سي» عن السلطات الأميركية إن متين اتصل برقم الطوارئ 911 وبايع «داعش» ونقلت شبكة «سي أن أن» عن مصدر في «أف بي آي» أن المكتب كان يعلم أن الجاني مشبوه بتعاطفه مع «داعش»، مستدركاً أن لا معلومات عن إعداده لهجوم. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤولين أميركيين أن لا دليل بعد على ارتباط مباشر بين متين و«داعش» أو تنظيمات أخرى. لكن «وكالة أعماق» التابعة ل «داعش» أعلنت مساء أمس مسؤولية التنظيم عن الهجوم الذي وصفت منفذه بأنه «مقاتل من الدولة الإسلامية». وأكد مير صديق، والد المسلح، أن ما حصل «ليست له أي علاقة بالدين». وأضاف لشبكة «أن بي سي» أن ابنه غضِب قبل أشهر لدى مشاهدته رجلين يتبادلان قُبلاً أمام زوجته وابنه، مرجّحاً ارتباط ذلك بإطلاق النار. وتابع: «لم نكن نعلم شيئاً. نحن مصدومون مثل جميع السكان في البلاد، ونعتذر من الجميع عن الحادث». ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الحادث بأنه "جريمة وحشية ومجزرة مروعة"، وزاد: "نقف مع أورلاندو. إنه عمل ارهاب وكراهية، أسوأ إطلاق نار في التاريخ الأميركي". وأكد أن الولاياتالمتحدة لن تذعن للترهيب، وستبقى موحدة لحماية الأميركيين ممّن يهددون البلاد. وتبادل المسلح إطلاق نار مع شرطي يعمل حارساً في ملهى «ذي بالس» الذي يرتاده مثليون، الساعة الثانية فجر أمس، عندما كان أكثر من 300 شخص في الداخل. وقال قائد الشرطة في أورلاندو جون مينا إن المسلح دخل الملهى مجدداً، واحتجز رهائن. وأضاف أن السلطات أرسلت الساعة الخامسة فجراً وحدة خاصة في الشرطة لإنقاذ الرهائن، فقتلت المسلح و «أنقذت» حوالى 30 شخصاً. وأشار إلى أن المسلح كان يحمل مسدساً وبندقية هجومية من طراز «آي آر 15» و»أداة مشبوهة» لم يحددها، علماً أن متين كان يملك رخصتين لشراء أسلحة. وذكرت الشرطة أنها نفّذت «تفجيراً محكماً» في الملهى، بعد ساعات على إطلاق النار. وأشار رئيس بلدية أورلاندو بادي داير إلى مقتل 50 شخصاً في الملهى وجرح 53، لافتاً إلى أن «الدم في كل مكان». وأعلن حال طوارئ في المدينة، ما يتيح له اتخاذ تدابير إضافية، كما طلب من حاكم ولاية فلوريدا اتخاذ إجراء مشابه. ودعا أمام مسجد في المدينة، خلال مؤتمر صحافي مع داير، السكان إلى الهدوء، وحضّ وسائل الإعلام على تجنّب التسرع في تحديد دوافع مطلق النار. وبثّت شبكتا «سي بي أس» و «أن بي سي» أن المسلح يُدعى عمر متين، وهو أميركي من أصل أفغاني وُلد عام 1986. وأضافتا أن لا سوابق له، وأنه يقيم في مدينة تبعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي أورلاندو. وسُئِل المسؤول في «أف بي آي» رون هاربر، هل يشتبه المكتب في «ميول متطرفة» لمنفّذ الجريمة، بما في ذلك احتمال تعاطفه مع تنظيم «داعش»، فأجاب أن هناك «تلميحات إلى أن الرجل قد يكون متعاطفاً مع هذه الأيديولوجيا»، مستدركاً: «لا نستطيع الآن أن نؤكد ذلك في شكل قاطع». وذكر جيري دومينغز، مأمور مقاطعة أورانج، أن مسؤولين وصفوا الهجوم بأنه «واقعة إرهاب محلية». أما داني بانكس، وهو مسؤول عن إدارة الشرطة في فلوريدا، فأشار إلى أنها تسعى إلى تحديد هل هي «واقعة إرهاب محلية أو دولية».