بدأ ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته إلى العاصمة الأميركية وكان مقرراً أن يستقبله مساء أمس (بتوقيت واشنطن) وزير الخارجية جون كيري لاستعراض العلاقات الاستراتيجية والتعاون و «الشراكة التاريخية»، كما قال مسؤول أميركي ل «الحياة». وتركز الاجتماعات أيضاً على الملفات الإقليمية الساخنة، خصوصاً اليمن وسورية والعراق ومحاربة «داعش»، والتي ستكون حاضرة اليوم أيضاً في لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع قيادات الاستخبارات الأميركية. وفي الزيارة الثالثة له للولايات المتحدة منذ تبوأ منصبه العام الماضي وحضوره قمة كامب ديفيد في أيار (مايو) 2015 ثم مرافقته الملك سلمان بن عبدالعزيز في أيلول (سبتمبر) الماضي، يترأس الأمير محمد بن سلمان وفداً كبيراً في هذه الزيارة يضم وزراء الطاقة والخارجية والاعلام والتجارة وقيادات عسكرية للدلالة على عمق العلاقة والنطاق الاستراتيجي الكبير لها. (للمزيد) وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» قبل ساعات من اللقاء إن «الولاياتالمتحدة والسعودية تجمعهما شراكة قوية وتاريخية». وأضاف أن التعاون السعودي - الأميركي يشمل «قضايا إقليمية عدة بينها محاربة تهديد تنظيم داعش وإيجاد حلول للتحديات والأزمات الإقليمية، ومن ضمنها اليمن والعراق وسورية». وإلى جانب لقاء كيري، استقبل الأمير محمد بن سلمان المبتعثين السعوديين في مقر إقامته. وزف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، البشرى إلى الطلبة والطالبات في أميركا أمس، بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإلحاق 2628 طالباً وطالبة من الدارسين حالياً على حسابهم الخاص ببرنامج الابتعاث في أميركا ممن أنجزوا الساعات المسموح بها للالتحاق بعضوية البعثة، أو ممن بدأوا الدراسة الأكاديمية في جامعات موصى بها وفي التخصصات المعتمدة في البرنامج ولم ينجزوا الساعات المسموح بها للالتحاق بالبعثة. من جهة أخرى، يلتقي ولي ولي العهد اليوم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان ورئيس الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر للبحث في التعاون الاستخباراتي بين الجانبين. وقالت الجهات المنظمة للزيارة ل «الحياة» إن «هناك لهفة أميركية كبيرة، خصوصاً من الكونغرس للاجتماع» بالأمير محمد، لا سيما أن الزيارة تأتي بعد إعلانه الخطة الاقتصادية 2030 في نيسان (أبريل) الماضي. وسيجتمع الأمير برئيس مجلس النواب زعيم الغالبية الجمهورية بول ريان وزعيمة الأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي ورؤساء وأعضاء لجان القوات المسلحة والخارجية في المجلسين يوم الأربعاء. كما ستهيمن على الزيارة اللقاءات الاقتصادية ومع وجود أكثر من 300 مشروع اقتصادي واستثماري مشترك بين البلدين. وسيلتقي الأمير محمد بن سلمان وزيرة التجارة الأميركية باني بريتزكر إلى جانب وجوه اقتصادية في واشنطن. ومن المتوقع أن يجتمع الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس ووزير الدفاع آشتون كارتر يوم الجمعة. وبعد واشنطن، ستشمل الزيارة محطات في نيويورك وكاليفورنيا للدلالة على البعد الاستراتيجي والاقتصادي لها وعدم اقتصارها على الشق السياسي. من جهته، قال رئيس لجنة الصداقة السعودية – الأميركية الدكتور خالد العواد ل «الحياة»: «إن بعض أعضاء الكونغرس متأثرون بما تروجه صحافة بلدهم ضد المملكة هذه الأيام، وبالتالي فإن زيارة ولي ولي العهد ستوضح المواقف السعودية بشكل جلي وواضح، وتجعل العلاقة ما بين البلدين في إطار من القرب والتقارب، وهو أمر مهم لإزالة هذه الحال من سوء الفهم».