عشية بدء ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان زيارة لواشنطن اليوم، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي.آي.أي» جون برينان إن «التعاون ممتاز» مع الرياض. وتوقّع نشر 28 صفحة سرية من تقرير للكونغرس عن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، تبرئ السعودية من أي مسؤولية. وقال برينان في مقابلة بثتها «قناة العربية»: «أعتقد بأن الصفحات الثماني والعشرين ستُنشر وأؤيد نشرها، والجميع سيرى الأدلة على أن الحكومة السعودية لا علاقة لها» ب 11 أيلول. وتابع برينان: «لدينا تعاون ممتاز مع السعودية وأنا عملت مع شركائي السعوديين لكثير من السنوات، وخدمت في السعودية خمس سنوات تحت قيادة ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف». ونبّه برينان المقرب جداً من أوباما إلى أن «السعوديين باتوا في السنوات ال 15 الفائتة بين أفضل شركائنا لمحاربة الإرهاب، ومع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، لديّ قناعة بقوة هذه الشراكة واستمرارها». وعن الصفحات والجزء الذي لم يُنشر من تقرير لجنة أميركية عام 2002 حول اعتداءات 11 أيلول، قال برينان إن اللجنة «نظرت في المزاعم حول تورّط السعودية وحكومتها واستنتجت أن ليس هناك أدلة أو مؤشر إلى أن الحكومة السعودية كمؤسسة والسعودية أو المسؤولين السعوديين أيدوا اعتداءات 11 أيلول». واستدرك أن «الصفحات الثماني والعشرين ستُنشر كما أتوقع، وهذا جيد ولا يجوز أخذها (وعدم نشرها) كدليل على أن للسعودية دوراً في الاعتداءات... التي تقع مسؤوليتها على تنظيم القاعدة». والجزء الذي لم يُنشر من تقرير 2002 أساسي لجدل حول ما إذا كان بوسع أميركيين مقاضاة الحكومة السعودية عن أي أضرار. وأجاز مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون في 17 أيار (مايو) يسمح لذوي ضحايا هجمات 11 أيلول بأن يفعلوا ذلك، ما يمهد لمواجهة محتملة مع البيت الأبيض الذي هدّد باستخدام حق النقض (الفيتو)، ولم يصوّت مجلس النواب بعد على المشروع. ووصف برينان الجزء المؤلف من 28 صفحة بأنه مجرد «مراجعة أولية». وأضاف: «اتضح لاحقاً وفق نتائج التقرير، عدم وجود أي ارتباط للحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة، أو حتى مسؤولين كبار باعتداءات الحادي عشر من أيلول». إلى ذلك، يتوقع أن يلتقي الأمير محمد بن سلمان الرئيس أوباما وأركان إدارته، وأن يجتمع بقيادات عسكرية واقتصادية ونيابية في الكونغرس. وسيرأس ولي ولي العهد السعودي وفداً كبيراً يضم وزراء الطاقة والخارجية والإعلام والتجارة، وقيادات عسكرية، للدلالة على عمق العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة، وعلى النطاق الإستراتيجي للزيارة. وقال ل «الحياة» مسؤول في الخارجية الأميركية إن البلدين «تجمعهما شراكة قوية وتاريخية». وذكر أن التعاون السعودي - الأميركي يشمل «قضايا إقليمية بينها محاربة تهديد تنظيم «داعش» وإيجاد حلول للتحديات والأزمات الإقليمية، وبينها اليمن والعراق وسورية». وقالت مصادر متابعة للزيارة ل «الحياة» إن جدول لقاءات الأمير محمد بن سلمان يشمل اجتماعاً بوزير الخارجية جون كيري بداية الأسبوع، ووزير الدفاع آشتون كارتر. وتحظى الزيارة باهتمام أميركي واسع كونها تتخطى الشق السياسي الروتيني وستشمل نيويورك وكاليفورنيا بعد واشنطن، وتتناول الاجتماعات ملفات اقتصادية وأخرى تكنولوجية وثقافية.