استيقظ الأردنيون أمس على أنباء هجوم إرهابي أدى إلى مقتل خمسة عناصر أمنية تابعة لجهاز المخابرات العامة، في فرع الجهاز في منطقة لواء عين الباشا (8 كيلومترات شمال عمان) وهي المنطقة التي تضم مخيم البقعة، أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، فيما دانت السلطة الفلسطينية الهجوم، مؤكدة تضامنها مع المملكة. وقالت مصادر أمنية متطابقة ل «الحياة» إن «الجهات المختصة تبذل جهوداً لملاحقة منفذي الهجوم الإرهابي»، رافضة ذكر تفاصيل حول عدد منفّذيه أو انتماءاتهم، ومشدّدة على أن «نتائج التحقيقات ستُعلن فور اكتمال البيانات». وجاء الإعلان عن الهجوم على لسان وزير الإعلام الأردني محمد المومني الذي أكد في وقت لاحق ل «الحياة» «أن الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة وتتولى التحقيق في ملابسات الهجوم الإرهابي وستعلن كل تفاصيله لاحقاً». وتعرّض مكتب المخابرات التابع للواء عين الباشا الذي يضم منطقة البقعة، وفق البيان الرسمي، إلى «هجوم دنيء قبيل السابعة صباحاً (أمس) واستهدف إرهابيون المقر الأمني صبيحة أول أيام شهر رمضان المبارك»، وهو ما اعتبرته الحكومة «دليلاً واضحاً على السلوك الإجرامي لتلك العناصر وخروجها عن الدين الحنيف»، مشيرة إلى «إراقة دماء زكية نذر أصحابها أنفسهم لحماية الوطن والمواطن والمنجزات»، وفق البيان الحكومي. وأوقع الهجوم خمسة قتلى من عناصر جهاز المخابرات العامة الأردني، المتواجدين في فرع المكتب في منطقة البقعة، هم «الخفير وعامل المقسم وثلاثة ضباط صف من حرس المكتب». وتباينت تحليلات المراقبين حول هوية منفذي الهجوم، وسط ترجيحات بضلوع عناصر من التيار السلفي الجهادي منتمين إلى تنظيم «داعش». واستحضر ناشطوه على مواقع التواصل الاجتماعي، ومراقبون تفكيك ما عُرِف بخلية إربد شمال المملكة، في الثالث من آذار (مارس) المنصرم، حين قُتل خلال العملية 7 إرهابيين كانوا خططوا لاستهداف مواقع حيوية بأحزمة ناسفة. ولم تنكشف ملابسات الهجوم أمس، وما إذا كان عملية «انتقامية» أو رداً على تصفية إرهابيي خلية إربد، بينما لم تستبعد مصادر رسمية أن يكون منفّذو الهجوم من «الذئاب المنفردة». وتعتبر منطقة البقعة إحدى حواضن التيار السلفي الجهادي، كما في إربد والزرقاء والسلط ومعان. ويخشى مراقبون أن يكون هدف العملية التي نُفِّذت في محيط المخيم، إحداث خرق في جدار الوحدة الوطنية، وهو ما درج عليه تنظيم «داعش» في العراق وسورية وليبيا. وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين شدّدتا على أن «الحادث الإرهابي استباح حرمة شهر رمضان المبارك، وحرمة الأمن الأردني، كدليل على السلوك الإجرامي لهذه الجماعات الإرهابية، وخروجها على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف». وأكدت الرئاسة الفلسطينية تضامنها مع «الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني ومؤسساته وأجهزته كافة في مواجهة كل أعمال الإرهاب»، ووقوفها «إلى جانب الأردن في مواجهة كل التحديات».