تنظر المحكمة الإدارية في الدمام مطلع الأسبوع المقبل، دعوى مواطن ضد إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، بعد استبعاده من وظيفته المرشح لها ك «معلم تربوي»، على الدرجة الخامسة، قبل مباشرته العمل. فيما علمت «الحياة» أن المدعي طلب إفادة من إدارة التربية، حول سبب استبعاده، وذلك عبر المحكمة الإدارية (ديوان المظالم) في الرياض، التي بدورها أكدت «عدم اجتيازه المقابلة». وتعود تفاصيل القضية، بحسب الدعوى المرفوعة (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، إلى أن المواطن (تحتفظ الصحيفة باسمه)، وبعد 8 سنوات من انتظار الوظيفة الحكومية، تم ترشيحه وتوجيهه ك «معلم تربوي»، في تخصص «لغة عربية» على المستوى الخامس في الشرقية. وبعد اجتيازه اختبار «كفايات المعلمين»، تم تحديد موعد المقابلة الشخصية التي تهدف بحسب «بوابة تكامل» إلى معرفة «الجوانب الشخصية للمتقدم للوظيفة التعليمية، والتأكد من سلامة الحواس، وخلوه من أمراض تعيق العملية التعليمية». وقال رافع الدعوى ل «الحياة»: «على رغم أهليتي، إلا أن اللجنة سخرت مني، ولم توقع على اجتيازي بعد ثلاث مقابلات أجروها معي»، موضحاً أنه «في المقابلة الأولى طلبوا مني الشرح على السبورة، إلا أنني حين بدأت قال أحد أعضاء اللجنة ساخراً: «كأنك خطيب جمعة، وأنت فاشل وغير مؤهل». وأثناء خروجي قال عضو اللجنة لزميله: «حتى الباب ما يعرف يفتحه»، وضحكوا جميعاً». وأضاف «ذهبت بعد ذلك لاستكمال مسوغات التعيين النهائية، واستدعاني مدير الإشراف التربوي، وطلب مني عدم الاستكمال، لأنني لم أجتز المقابلة، إلا أنه أعطاني فرصة أخرى للمقابلة، ودخلت إلى اللجنة مرة أخرى. وطرحوا عليّ أسئلة تعجيزية في التخصص ومنها: «لماذا تقديرك جيد؟ ولمَ لا تبقى في «حافز»، فتوجهت بعدها إلى مدير شؤون المعلمين لأستفسر عن سبب عدم اجتيازي المقابلة، إلا أنه أحالني إلى مدير الإشراف، الذي بدوره أكد رفض اللجان لي». وتابع «بعد محاولات عدة، تمت إعادة مقابلتي للمرة الثالثة، إلا أن أعضاء اللجنة استمروا في السخرية مني، وسألوني: «لماذا لم تعمل طوال فترة التخرج؟ ولماذا لا تفتح محلاً؟ ما شتت أفكاري فأجبتُ على أسئلة التخصص إجابات غير صحيحة، بسبب أسلوبهم المستفز». وتكرار وصفهم لي ب»خطيب جمعة». وبعد ذلك خاطبوني بلهجة حادة: «النتيجة في «بوابة تكامل»، اخرج من المكتب، انتهى الدوام». وأضاف «ذهبت إلى مكتب وكيل الشؤون المدرسية في الرياض، وطلبت إعادة المقابلة، ووافق، وحددوا لي موعداً بعد شهر. وتمت من دون توقيع رسمي، ولا مشهد حضور للمقابلة. وسألوني أسئلة خاصة: عن عدد أخوتي، ورأيي في مزايين الإبل، وما برنامجي اليومي في المنزل، وهل أخوتي متزوجون». وانتهت المقابلة بتعليق من مساعد مدير شؤون المعلمين «الأفضل توظيفه إدارياً في مدرسة»، مبرراً بأنني «لم أجتز المقابلة». وطالب المدعي في الدعوى المقدمة إلى المحكمة ب «إرجاع حقي كمعلم تم ترشيحه، وتوجهيه إلى المنطقة الشرقية». وجاء في الدعوى «حكموا عليّ بغير وجه حق، بكلمة «لم تجتز». علماً بأن هذه الكلمة تقال إذا كان المتقدم غير صالح للعملية التعليمية، لوجود عيب في جميع صفاته الخلقية والخلقية، وبعد تحويله إلى لجنة طبية، وهذا ما لم يحدث معي. وإذا لم يجدوا لي وظيفة تعليمية؛ فأطالب بتعيني إدارياً في المرتبة السادسة». ولفت إلى ما تعرض له خلال فترة مراجعته التي امتدت لأكثر من 9 أشهر، من «ضرر وسخرية» تردد خلالها على «تربية الشرقية»، والوزارة في الرياض، ووكالة الشؤون المدرسية». يذكر أن هناك 10 مراحل في التقدم لشغل الوظائف التعليمية، وذلك بحسب اللائحة الجديدة لتعيين المعلمين والمعلمات، منها: إجراء «المقابلة الشخصية»، وهي أن يتوجه المتقدم إلى لجنة المقابلة الشخصية (وفق آلية تنظيم الدخول إلى اللجنة)، التي تم تحديدها له في بطاقة بياناته. ويجري المقابلة، وفي حال اكتشاف إعاقة أو مانع صحي يعيق عمله في التعليم؛ يتم تحويله إلى اللجنة الطبية المشاركة في مركز المقابلات الشخصية؛ للتأكد من مناسبته بالتعليم، علماً بأن إجازة هذه اللجنة للمتقدم شرط أساسي لاستكمال بقية الإجراءات وفق المعايير والضوابط الصحية.