واشنطن - أ ب، رويترز، ا ف ب - تحدثت نشرة داخلية يصدرها «الحرس الثوري» الإيراني عن «مناخ حرب» في المنطقة أثاره نشر حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس ترومان» في مياه الخليج أخيراً، بعد «عبورها قناة السويس ودخولها البحر الأحمر والمياه قرب إيران». ونقلت شبكة «سي أن أن» التلفزيونية على موقعها الإلكتروني عن ريتشارد كلارك الذي عمل 11 سنة في لجنة الأمن القومي التابعة للبيت الأبيض، أن الولاياتالمتحدة «بدأت تعدّ للحرب الإلكترونية المقبلة، من خلال زرع فيروسات وأبواب خلفية وشيفرات سرية في أنظمة الطاقة والدفاع والنقل للدول المعادية» لأميركا، في إشارة ضمنية الى إيران وكوريا الشمالية. ونبّه كلارك الى إن أميركا قادرة عبر ما زرعته من «أفخاخ» إلكترونية، على «شلّ أعدائها في أي حرب، عبر ضرب بنيتهم التحتية في أماكن حساسة». ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك، معدداً أكثر من ست دول تملك برامج مماثلة تتمكن من اختراق الحصون الإلكترونية للدول المعادية، من دون أن يتمكن أحد من رصدها. في هذا الوقت، أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن بلاده تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصواريخ، بعدما جمدت موسكو تسليمها أنظمة صاروخية مضادة للطائرات من طراز «أس-300»، التزاماً بالعقوبات التي أقرها مجلس الأمن. وزاد: «إيران في طريقها الآن إلى تصميم صواريخ بعيدة المدى تُستخدم في دفاع جوي تقليدي». وكشف قائد سلاح الجو الإيراني الجنرال حسن شاه صافي أن بلاده نجحت في تحديث إحدى مقاتلاتها «الاستراتيجية» من طراز «ميغ-29» الروسية الصنع، مشيراً إلى اختبارها بعد سنوات من عدم استخدامها. تزامن ذلك مع قول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي إن المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني «غير مجدية» بسبب «الضغوط الأميركية»، داعياً إلى «إعداد برنامج جديد» للمفاوضات. (راجع ص 8) وقال بروجردي أن «الطرف المقابل لنا في المفاوضات النووية، سواء كان مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا) أو الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، يتعرّض إلى ضغوط أميركية شديدة، ويصدرون قرارات العقوبات ضد إيران، في وقت يتحدثون فيه عن إجراء مفاوضات. لذلك، يجب الامتناع عن مواصلة المفاوضات، لأنها غير مجدية في هذه الحال»، داعياً إلى «إعداد برنامج جديد للمفاوضات». في غضون ذلك، قال مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ل «الحياة» إن العقوبات التي أقرها الكونغرس ووقّع عليها الرئيس باراك أوباما «موجهة إلى المجتمع الدولي أكثر منه الى إيران»، داعياً «الدول والشركات الدولية إلى الدفاع عن حقوقها». والعقوبات التي وقّع عليها أوباما ليل الخميس، تستهدف منع بيع إيران البنزين والمنتجات النفطية المكررة، كما تحظّر على المصارف الأميركية التعامل مع مصارف أجنبية مرتبطة بمؤسسات إيرانية مدرجة على لائحة العقوبات، بينها «الحرس الثوري». واعتبر أوباما القانون الجديد «العقوبات الأكثر شدّة ضد إيران التي أقرها الكونغرس في تاريخه»، مؤكداً أن هذه الإجراءات «تضرب في الصميم قدرة الحكومة الإيرانية على تمويل برامجها النووية وتطويرها». وقال: «نظهر للحكومة الإيرانية ان لأعمالها عواقب». لكنه استدرك أن «الباب لا يزال مفتوحاً أمام الديبلوماسية» إذا أثبتت طهران أن «نياتها سلمية».