اتهمت «المقاومة الشعبية» وقوات الجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح بتصعيد انتهاك وقف إطلاق النار وخرق الهدنة في محافظات تعز ولحج والبيضاء وشبوة، في وقت كشف مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أن المشاورات اليمنية الدائرة في الكويت شهدت إعادة خلط للأوراق خلال الأيام الأخيرة، مؤكداً أن التوصل إلى حل قريب يعتمد على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن المتمردين الحوثيين وقوات صالح كثفوا أمس هجماتهم في مختلف مناطق محافظة تعز، بما فيها جبهات المدينة التي تحمل الاسم ذاته باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في محاولة لتحقيق تقدم على الأرض والسيطرة على مواقع الجيش والمقاومة. وأكدت مصادر طبية وشهود بأن أربعة مدنيين قتلوا بينهم طفل وأصيب أكثر من 10 آخرين في قصف لميليشيا الحوثي وقوات صالح استهدف السوق الشعبي المعروف باسم «باب الكبير»، في «شارع 26 سبتمبر» وسط مدينة تعز، وأضافت المصادر أن قذائف مدفعية سقطت بجوار مدرسة عثمان بن عفان، بحارة الضربة، في حي المسبح بالتزامن مع قصف بالدبابات استهدف الأحياء السكنية في مناطق ثعبات والجحملية والكمب، شرق المدينة. وقالت المصادر «إن قوات الجيش والمقاومة صدت هجوماً للميليشيا شرق المدينة ونفذت هجوماً عكسياً نحو أطراف حي بازرعة، أسفر عن تطهير عدد من المباني والمواقع في الجبهة الشرقية للمدينة وإجبار المتمردين على التراجع وتكبيدهم خسائر في العتاد والأرواح». وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة»: بعد أن صدت قوات الجيش والمقاومة هجوم الميليشيا في منطقة الضباب والوازعية، شنت هجوماً معاكساً وتمكنت من التقدم نحو أطراف حي بازرعة شرقي تعز وتطهير عمارة المقبلي وما جاورها من المباني. وأضاف المصدر أن الميليشيات حركت دبابة من قصر الشعب حتى جامع بازرعة وقصفت المنازل ومواقع الجيش والمقاومة بقذيفتين، وسط صمود رجال المقاومة والجيش الذين أجبروا الميليشيات على التراجع والفرار. وفي عدن، قال سكان محليون إن تبادلاً لإطلاق النار سمع في محيط مطار عدن الدولي بخور مكسر، مشيرين إلى أن إطلاق نار كثيف سمع في أحياء مختلفة قريبة من المطار في خور مكسر بعد صلاة الجمعة، من دون توضيح أسباب إطلاق النار. إلى ذلك أكدت المصادر اندلاع اشتباكات بين المتمردين وقوات الجيش والمقاومة، هي الأعنف منذ بدء الهدنة في العاشر من نيسان (أبريل) الماضي، في مديرية «ذوباب» القريبة من باب المندب غربي تعز وفي المناطق الواقعة بين مديرية الوازعية التابعة لتعز ومديرية «المضاربة» التابعة لمحافظة لحج المجاورة. كما تواصلت معارك الكر والفر في مناطق «قيفة» القبلية في محافظة البيضاء وفي جبهات مديريتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة، وفي مناطق صرواح وهيلان غرب مأرب بالتزامن مع تقدم مستمر للقوات الحكومية في جبهة نهم شمال غرب صنعاء. جاء ذلك فيما تستمر مشاورات الكويت بين وفدي الحكومة والانقلابيين في المراوحة، على الرغم من الجهود المكثفة التي يبذلها مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ إلى جانب الجهود الدولية والخليجية والكويتية الساعية إلى تقريب وجهات نظر المتحاورين أملاً في التوصل إلى حل سياسي وأمني شامل. وكان ولد الشيخ أفاد في تصريح رسمي، بأن المشاورات اليمنية شهدت إعادة خلط للأوراق خلال الأيام الأخيرة، معتبرا أن الحل قريب لكنه ليس بسيطاً لأنه يحتاج الى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات. وكانت مشاورات أول من أمس (الخميس) تركزت حول قضية الأسرى والمعتقلين سواء في اجتماع اللجنة المخصصة لها أو في اللقاء الذي عقده ولد الشيخ أحمد مع الوفد الحكومي. ويشترط الوفد الحكومي تسليم السلاح وانسحاب الميليشيات من المدن ومؤسسات الدولة قبل الخوض في أي حديث عن الحل السياسي، فيما يشترط وفد الحوثيين وحزب صالح تشكيل حكومة توافق وطني تشرف على تنفيذ أي اتفاق أمني تتوصل إليه المفاوضات.