تراجع أمس مسار المشاورات اليمنية التي تستضيفها الكويت وترعاها الأممالمتحدة إلى «نقطة البداية»، وأدى الخلاف الذي عصف بجلسة المحادثات الصباحية بين الوفد الحكومي ووفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، إلى تعذر بدء انعقاد جلسات اللجان الثلاث المشتركة التي كان تم التوافق على تشكيلها من الوفدين في وقت سابق لبحث الشقين الأمني والسياسي وملف الأسرى والمعتقلين كلاً على حدة. إلى ذلك، استمرت خروق الهدنة بين الطرفين وتصاعدت المواجهات في جبهات تعز والبيضاء وحجة ومأرب في ظل اتهامات متبادلة بمواصلة انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وخاصة من ميليشيات الحوثيين وقوات صالح، في حين جدد طيران التحالف غاراته على مواقع للمتمردين ما أدى إلى تدمير منصات لإطلاق الصواريخ في محافظة ذمار وتعزيزات عسكرية غرب مأرب. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على سير المشاورات، أن وفد الحوثيين وصالح تراجع خلال الجلسة الصباحية عن موافقته على جدول الأعمال الذي أعدته الأممالمتحدة استناداً إلى قرار مجلس الأمن 2216 ورفض الخوض في تفاصيل الشق الأمني والعسكري الذي يتضمن انسحاب الميليشيات من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة وأصر على مناقشة تشكيل حكومة وفاق وطني. وأضافت المصادر أن وفد الانقلابيين طالب بوقف الغارات الجوية والعمليات العسكرية التي تقودها قوات التحالف العربي والجيش اليمني ضد التنظيمات الإرهابية في المحافظات الجنوبية لا سيما في حضرموت وأبين وشبوة. وقالت المصادر إن الوفد الحكومي أصر على تنفيذ «إجراءات بناء الثقة» والتي تشمل إطلاق المعتقلين وفك الحصار عن المدن، ومن ثم الخوض في نقاط المفاوضات التي تشمل انسحاب الميليشيات وتسليم السلاح وترتيب الوضع الأمني وعودة مؤسسات الدولة، ثم استئناف المشاورات حول الجانب السياسي. وكشفت المصادر أن مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ قرر عقد محادثات ثنائية مع الوفدين كلاً على حدة في المساء في مسعى منه لإقناع وفد الانقلابيين بالتقيد بجدول الأعمال، والدفع باتجاه عقد جولات مشاورات اللجان الثلاث، الأمنية والعسكرية والسياسية، ولجنة السجناء والمعتقلين. في غضون ذلك اتهمت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني، الحوثيين وصالح بمواصلة حشد مقاتليهم وآلياتهم العسكرية غرب مدينة تعز في محاولة لاستعادة اللواء 35 مدرع، وقالت إنهم قاموا أمس بنصب عدد من المنصات وراجمات الصواريخ في شارع الستين شمال المدينة وفي الجبال المطلة على مقر اللواء 22 ميكا وفي المزارع المحيطة بمطار تعز. وأضافت أن المتمردين استهدفوا «بقذائف الهاون ومدفعية الهوزر وصواريخ الكاتيوشا قلعة القاهرةوالمدينة القديمة وأحياء ثعبات والجحملية شرق تعز، والأحياء المحيطة بالسجن المركزي في غربها في ظل مواجهات عنيفة خاضتها المقاومة والجيش ضد الميليشيا. وكشفت مصادر الحكومة في اللجان المشتركة لتثبيت وقف إطلاق النار، أن المتمردين واصلوا خرق الهدنة في يومها ال27 على مختلف الجبهات، وقالت إن اليومين الأخيرين شهدا مئات الخروق في تعز ومأرب والبيضاء والجوف، وصنعاء وشبوة، ما أدى إلى قتل جنديين وجرح 11 آخرين. وأضافت أن المتمردين قصفوا مواقع الجيش والمقاومة شمال حرض في محافظة حجة الحدودية، وفي مديريات الغيل والمتون والمصلوب في محافظة الجوف بمختلف أنواع الأسلحة، كما طاولت هجماتهم مناطق بيحان وعسيلان شمال شبوة ومناطق صرواح وحريب القراميش في مأرب، وامتدت هجماتهم إلى مواقع الجيش والمقاومة في جبهة نهم شمال شرق صنعاء وفي مديريتي الزاهر والصومعة ومناطق قيفة في محافظة البيضاء. على صعيد منفصل، تجدد مسلسل الاغتيالات في مدينة عدن بعد اغتيال مدير السجن المركزي في المدينة وهب نجيب احمد عون، إذ أفادت مصادر أمنية وشهود بأن مسلحين مجهولين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم «القاعدة»، أطلقوا النار على سيارة العقيد بدر اليافعي، وهو قائد الحراس في معسكر بدر الواقع في مديرية خور مكسر وسط عدن، ما أدى إلى مقتله وجرح اثنين من مرافقيه.