مع استمرار خرق الهدنة في اليمن من قبل ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح وفرض الحصار على مدينة تعز أحرزت أمس مفاوضات السلام التي تستضيفها الكويت برعاية الأممالمتحدة تقدماً ملحوظاً على صعيد ملف الأسرى والمعتقلين، في وقت استمر الخلاف قائماً بين ممثلي الوفد الحكومي وممثلي وفد الحوثيين وحزب صالح في اللجنتين الأمنية والسياسية. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن ممثلي الوفدين في اللجنة الخاصة بالأسرى والمعتقلين اتفقوا على مبادئ عامة تقضي بإطلاق كافة المعتقلين اليمنيين ممن قيدت حرياتهم، والعمل في شكل سريع على وضع خطة تنفيذية لإطلاق سراح نصفهم خلال 20 يوماً من بدء تاريخ الاتفاق. ويعد هذا الاتفاق أول اختراق جدي في المشاورات التي بدأت بين الطرفين في 21 نيسان (أبريل) الماضي، برعاية المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. وكان ولد الشيخ حث الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام على تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق، وقال في تصريح أمس «نحن أمام مفترق طرق حقيقي فإما السلام أو العودة إلى المربع الاول». فيما قال المخلافي إن الحوثيين يحاولون اكتساب شرعية من محادثات الكويت «وهذا غير مقبول»، وجدد الحوثيون وحزب صالح خلال اجتماعات اللجان أمس المطالبة ب «حكومة توافقية» تشرف على تطبيق ما تتوصل إليه مشاورات الكويت من اتفاقات. وأضافت المصادر أن اجتماعات لجنة الأسرى ستتواصل اليوم لوضع آلية للاتفاق الذي منح الأولوية للمعتقلين المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216، ومن بينهم وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس عبدربه منصور هادي، وعدد من القادة العسكريين والسياسيين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مانع المطري، المستشار الإعلامي لرئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، أنه «تم الاتفاق على إطلاق سراح 50 في المئة من المختطفين خلال العشرين يوماً المقبلة». وأضاف المطري أن الجانبين سيعاودان الاجتماع اليوم (الاربعاء) «لتحديد آلية التبادل ومتى» سيتم، مؤكداً أن «الحكومة اليمنية ملتزمة إطلاق سراح جميع المحتجزين لديها وفق الاتفاق». وأكد مصدر في وفد الحوثيين حصول الاتفاق على إطلاق كل طرف نصف عدد المعتقلين لديه، مشيراً إلى أن ما سيحدث هو «تبادل للاسرى». في غضون ذلك، أفادت المصادر بأن جلسات اللجنتين الأمنية والسياسية انتهت أمس من دون التوصل إلى اتفاق، وقالت إن الوفد الحكومي قدم رؤيته الشاملة لاستعادة الدولة وآليات تنفيذها، وكذلك التحضير للعملية السياسية التي ستبدأ من حيث توقفت، في حين قدم وفد الانقلابيين رؤية تتمسك بتشكيل سلطة انتقالية توافقية يعهد إليها تنفيذ الاتفاقات التي يتم التوصل إليها على طاولة المفاوضات. ميدانياً، استمرت خروق وقف إطلاق النار في جبهات الجوف ومأرب ونهم وتعز، في ظل تبادل القصف المدفعي والصاروخي بين الحوثيين من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى. وعلمت «الحياة» أن مسلحي الحوثيين وقوات صالح جددوا أمس، رفض فك الحصار عن مدينة تعز، تنفيذاً لاتفاق التهدئة مع اللجنة الحكومية، وواصلوا تشديد الخناق على المدينة من الجهتين الشرقية والغربية في ظل نقص في إمدادات الغذاء والدواء وقصف مدفعي وصاورخي على الأحياء السكنية. وقالت مصادر الجيش والمقاومة إن ميليشيا الحوثيين استهدفت بالقصف مناطق الزنوج ومعسكر الدفاع الجوي شمال تعز، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 35 مدرع غرب المدينة أفشلت خلالها قوات الجيش والمقاومة تقدم الحوثيين لاستعادة معسكراللواء. وأعرب ممثل الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماك غولدريك أمس عن أسفه «لاستمرار الحرب في المدينة وخرق الهدنة في شكل دائم»، وذلك في تصريحات صحافية أعقبت لقاءه محافظ تعز علي المعمري. إلى ذلك قالت مصادر ميدانية في المقاومة والجيش إن المتمردين واصلوا حشد قواتهم وإرسال التعزيزات إلى شمال محافظة لحج الجنوبية في مناطق «الشريجة وكرش» وقصفوا بالمدفعية مواقع الجيش الوطني في مناطق «الميمنة واللصب وجبل شريانة»، كما حاولوا شن هجوم فاشل باتجاه منعطف الحويمي. على صعيد منفصل، نجا أمس قائد قوات الأمن الخاصة في محافظاتعدن ولحج وأبين العميد فضل باعش من محاولة اغتيال عبر تفجير عبوة ناسفة في سيارته، وأفادت مصادر أمنية في عدن بأن مجهولين زرعوا عبوة في سيارة العميد باعش إلا أنها انفجرت بعد لحظات من ترجله من السيارة قرب منزله في مديرية خور مكسر من دون أن يصاب بأذى.