أبدت الصحافة الرسمية في كوريا الشمالية تاييداً مبطناً لترشيح دونالد ترامب في سباق الرئاسة الأميركية، ما يكشف ان بيونغيانغ تنظر بسرور الى الفوائد الاستراتيجية المحتملة التي قد تحملها رئاسة يتولاها البليونير الأميركي الذي أبدى أخيراً رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. وكتبت صحيفة «رودونغ سنمون»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، في افتتاحية أن «كوريا الجنوبية غير قادرة على إخفاء قلقها، في وقت تراقب عن كثب موقف ترامب من سياستها، وإثارته في كل مرة يتحدث فيها عن السياسة الخارجية مسألة القوات الأميركية في كوريا الجنوبية وعدم مساهمتها الكافية في الشق الدفاعي». وينتشر حوالى 30 ألف عسكري اميركي في كوريا الجنوبية، ما تعتبره بيونغيانغ إجراءً استفزازياً يثبت «تبعية» سيول في تحالفها مع الولاياتالمتحدة. وتابعت الصحيفة ان تهديدات ترامب بسحب الجنود الأميركيين «فاجأت الخدم الذين ينظرون الى قادة الولاياتالمتحدة كأسياد لهم». وعلى رغم الإشارة الى امتعاض الجنوب من مواقف ترامب، لم تذهب الصحيفة الى حد تأييد ترشيح ترامب او اعطاء رأي فيه كسياسي. لكن مقالاً نشره موقع «دي بي ار كي توداي» التابع للدولة كان أكثر وضوحاً إذ وصف ترامب بأنه «سياسي يتحلى بحكمة»، معتبراً انه قد يكون رئيساً أفضل من المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون «العنيدة، والتي تعتقد بأن كوريا الشمالية قد تحذو حذو ايران وتبرم اتفاقاً مع واشنطن حول ملفها النووي». وتابع الموقع، وهو أداة موجهة الى الخارج: «ليس ترامب مرشحاً جاهلاً بل سياسي يتحلى بحكمة ومرشح يتمتع بقدرة على النظر الى المستقبل». لكن المقال استدرك ان «الناخبين الأميركيين سيختارون بين شرين إذ لا يهم من سيُنتخب رئيساً لأن سياسة الولاياتالمتحدة المعادية لكوريا الشمالية لن تتغير، والوعود المتطرفة التي أطلقها دونالد ترامب خلال الحملة ليست إلا استراتيجية انتخابية هدفها تعزيز شعبيته». إلى ذلك، أعلن ترامب أنه سيزور بريطانيا في 24 الشهر الجاري لافتتاح منتجعه للغولف في تيربيري، ما يشكل الزيارة الأولى لهذا البلد منذ أن نشب خلاف بينه وبين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون بسبب تصريحات أدلى بها في شأن المسلمين. وتأتي زيارة ترامب غداة استفتاء مقرر على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وهو كان استبعد الشهر الماضي أن تربطه علاقة طيبة بكامرون بعدما وصف الأخير اقتراح المرشح الجمهوري منع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة بأنه «خطير وغبي». وأعلن كامرون لاحقاً أنه سيكون سعيداً بلقاء ترامب إذا زار بريطانيا، لكن قطب العقارات أكد أنه لن يزور بريطانيا إلا لافتتاح منتجعه للغولف الذي بلغت كلفة تجديده 290 مليون دولار. على صعيد آخر، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية بيرني ساندرز «سيفوز لو الانتخابات حرة في الولاياتالمتحدة»، علماً ان سناتور فيرمونت بات لا يستطيع حسابياً كسب ترشيح الحزب الديموقراطي، لكنه يواصل حملته النشيطة التي تجتذب حشوداً كبيرة كانت وراء فوزه في جولات من الانتخابات التمهيدية. وتابع مادورو الذي تندد بلاده «بالتدخل الامبريالي» لواشنطن التي تتهم كراكاس بدورها بانتهاك حقوق الإنسان: «أثبت ساندرز ان المجتمع الأميركي يتطلع الى التغيير، ما يعزز تطلعاته». والأحد الماضي، حذر ساندرز الذي يجتذب ناخبين شباناً ومستقلين كلينتون من أنها لن تحظى بدعم مؤيديه اذا لم تختر مرشحاً من اليسار لمنصب نائب الرئيس على لائحتها. وصرحت كلينتون بأن حملتها تتواصل مع حملة ساندرز لتوحيد صفوف الحزب الديموقراطي، وتوقعت أن تتكثف الاتصالات على الأرجح بعد انتخابات ولاية كاليفورنيا الأسبوع المقبل.