هدَّد المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، بإلغاء استثمارات بمليار دولار تتعلَّق بإنشاء ملاعب جولف في أسكتلندا إذا منعته بريطانيا من دخول أراضيها، بينما استبعد منافسه، جيب بوش، الترشُّح رئيساً باسم حزبٍ آخر إذا لم يختره الجمهوريون في الانتخابات التمهيدية. ويأتي التهديد من جانب ترامب الذي يملك ملعبين للجولف في أسكتلندا مسقط رأس والدته؛ بينما يستعد مشرّعون بريطانيون لمناقشة التماسٍ وقَّعه ما يزيد على نصف مليون شخص يدعون فيه إلى منعه من دخول البلاد. وجاء الالتماس رداً على اقتراحه منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وتُعقَد المناقشة في ال 18 من يناير الجاري، لكن لن يعقبها تصويت. ولا تستطيع سوى وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، إصدار أمر بمنع دخول الملياردير قطب العقارات والإعلام ترامب. وكان رئيس حكومتها، ديفيد كاميرون، صرَّح بأنه لا يحبِّذ اتخاذ هذه الخطوة. وذكرت مؤسسة ترامب، في بيانٍ لها، أن منع دخوله سيؤدي إلى إلغائه استثمارات قيمتها 500 مليون جنيه إسترليني في مجمع للجولف شمالي شرق أسكتلندا وتراجعه عن تجديد منتجع جنوبي غربها بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني. وحذر البيان «أي تحرك لمنع السفر سيضطر المؤسسة على الفور لإلغاء هذه الاستثمارات وكل الاستثمارات المستقبلية التي نفكر حالياً في القيام بها» في المملكة المتحدة. وكانت تصريحات المرشح الجمهوري عن منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة أحدثت غضباً دولياً وأدت إلى حرمانه من منصبين شرفيين في أسكتلندا. في سياق آخر؛ اعتبر دونالد ترامب أن على كوريا الجنوبية دفع «كثير جداً» للولايات المتحدة مقابل بقاء 28 ألف جندي أمريكي على أراضيها للإسهام في الدفاع عنها أمام كوريا الشمالية. وأبلغ شبكة (سي. إن. إن) التليفزيونية أمس الأول بقوله «لا نتقاضى شيئاً، نتقاضى الفتات» مقابل نشر هذه القوات. لكن سيول، وهي في حالة حرب مع بيونغ يانغ من الناحية الرسمية، تتحمل جزءاً من تكاليف انتشار القوات فيها منذ عام 1991. ووافقت سيئول، بموجب اتفاق للمشاركة في التكاليف على مدى خمس سنوات، على المساهمة بمبلغ 867 مليون دولار في 2014، وهو ما يمثِّل حوالي 40% من التكلفة الإجمالية. وينصُّ الاتفاق، الموقَّع قبل عامين، على زيادة المبلغ سنوياً بصورة آلية ليتماشى مع معدل التضخم. ويشكو ترامب من هذا الأمر منذ سنوات. وقيَّم موقع (بوليتيفاكت) الإلكتروني الذي يتحرى صحة البيانات السياسية تصريحات مماثلة للمرشح في برنامج تليفزيوني عام 2011 على أنها «خاطئة». وسُئِل ترامب عما إن كان سيسحب هؤلاء الجنود الأمريكيين إن فاز بالرئاسة؛ فردَّ «سأسعى لأن تدفع سيول لنا مبلغاً كبيراً». وأفاد بأنه طلب لتوِّه شراء 4000 جهاز تليفزيون من كوريا الجنوبية لاستخدامها في أعماله. ومضى يقول «كوريا الجنوبية ماكينة مال وتعطينا الفتات، لدي أصدقاء كثيرون هناك، لكنها يجب أن تدفع لنا.. وتدفع لنا كثيراً جداً مقابل حمايتها». واعتبر من جهة أخرى أن على الصين تحمُّل مسؤولية تسوية قضية برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية و»إن لم تفعل.. فعلينا أن نتخذ موقفاً صارماً جداً فيما يتعلق بالتجارة». وكشف عن رؤيته قائلاً «بالإمكان جعل الصين تنهار في حوالي دقيقتين.. لدينا تأثير كبير عليها ونحن فقط لا نعرف كيف نستغله». في غضون ذلك؛ استبعد جيب بوش، وهو أحد المرشحين الجمهوريين لخلافة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، خوض الانتخابات نهاية العام باسم حزب آخر إذا فاز ترامب بترشيح «الجمهوري». لكنه تمسك بموقفه من ترامب كمرشح «أخرق وغير مؤهل» لرئاسة الولاياتالمتحدة. وخلال لقاء في نيوهامبشير؛ ردَّ حاكم فلوريدا السابق على سؤالٍ عن إمكانية خوضه حملة انتخابية مستقلة في سباق البيت الأبيض قائلاً «لا، لن أخوض كمرشح حزب ثالث بغض النظر عمن سيفوز بالترشيح، فأنا أؤيد الجمهوريين منذ ريتشارد نيكسون» مشيراً إلى الرئيس الأمريكي الأسبق. وإلى الآن؛ يتصدر ترامب السباق الجمهوري. وتراجعت شعبية بوش في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وأيضاً في ولاية نيوهامبشير، وهي من الولايات التي تصوِّت مبكراً. لكنه نجح في جذب أعداد نشطة من الناخبين من خلال تركيزه على الولاية، مبدياً في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في نهاية المطاف. وخلال اللقاء الانتخابي؛ ذكر عضو في المجلس البلدي للاكونيا القريبة من مريديث في نيوهامبشير أنه يميل الى انتخاب ترامب، وطلب من بوش خلال اللقاء أن يشرح ما يصفه ب «أخرق». وضحِك الحضور حين نظر بوش إلى ساعته قائلاً «دعوني أرى كم بقي من وقت لدينا»، مُلمِحاً إلى أن هذا شيء يطول شرحه. بعدها؛ تحدث المرشح بجدية مؤكداً احترامه بعض الجوانب في شخصية ترامب، مثل نجاحه في قطاع الأعمال وقدرته على الكشف عن مكنون ما يدور في ذهنه دون اللجوء الى البيانات السياسية الصحيحة. لكنه استطرد في أن استخفاف ترامب بصحفي معاق من «نيويورك تايمز» وإهاناته المتكررة لأناس آخرين فيه تجاوز شديد. وشدَّد «حين يستخفُّ شخص بإنسان معاق هذا ينفرني.. لذلك وصفته بأنه أخرق».