باتت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون تحتاج إلى 92 من أصل 4763 مندوباً فقط لحسم ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، وهو ما لن يكون صعباً أمام منافسها الاشتراكي الميول بيرني ساندرز في معركة ولاية كاليفورنيا في 7 حزيران (يونيو) المقبل. لكن السناتور اليساري دخل في مواجهة مع المؤسسة الديموقراطية أمس، بإثارته احتمال انعقاد مؤتمر حزبي «ساخن» في تموز (يوليو)، وحصول «تمرد مفتوح» فيه قد يشرذم الديموقراطيين في الانتخابات العامة المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ورفض ساندرز الرضوخ لمعادلة وقوف هيلاري كلينتون على عتبة صغيرة من حصد ال2383 مندوباً المطلوبين للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، خصوصاً بعدما فاز بإحدى ولايتين شهدتا عملية التصويت أول من امس، وهي فيرمونت، في حين خسر معركة كنتاكي. وأكد في خطاب الفوز في أوريغون، حيث رفع رصيد المندوبين المؤيدين له إلى 1528 في مقابل 2291 لكلينتون، أنه سيستمر حتى انتهاء تصويت كل الولايات. وتعهد كسب ولاية كاليفورنيا، التي تضم أكثر من 400 مندوب. لكن ساندرز سيحتاج حسابياً إلى الفوز بنسب تأييد تتجاوز 70 في المئة في بقية الولايات للّحاق بكلينتون التي تتقدم في كاليفورنيا ونيو جيرسي بتأثير الحضور الكبير للأقليات التي تدعمها (38 في المئة من أميركا اللاتينية في كاليفورنيا)، وفي بويرتوريكو التي ستصوت في 5 حزيران. ورغم التعقيدات الحسابية أمام حملته، لم يعطِ ساندرز الانطباع بأنه سيتنحى من السباق، كما لم يعتذر عن ارتكاب بعض مناصريه أعمال عنف في ولاية نيفادا نهاية الأسبوع الماضي، احتجاجاً على النتائج التي أعطت أفضلية لكلينتون، من خلال رمي كراس والتعدي على المركز الحزبي للديموقراطيين، وتهديد رئيسة الحزب بالولاية. وهو زاد حدة النقاش مع اتهامه اللجنة الديموقراطية وقيادتها بأنها «غير موضوعية في السباق»، ما دفع زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد إلى الاتصال بساندرز لمطالبته بكبح مناصريه. وفيما تستعجل هيلاري كلينتون حسم الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، تمهيداً لتحويل انتباهها إلى الانتخابات العامة ومواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، غيّر الأخير موقفه من علاقته المستقبلية برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، وقال: «أتوقع أن تجمعني علاقة طيبة معه إذا أصبحت رئيساً للولايات المتحدة»، بعدما كان تنبأ بعكس ذلك في مقابلة نشرت قبل يومين، رداً على انتقادات من الزعيم البريطاني لاقتراح المرشح منع دخول المسلمين الولاياتالمتحدة. وقال ترامب: «يواجه كامرون مشاكل كثيرة، وأعتقد بأن ما قاله كان غير لائق، لكن لا بأس، إذ أنني واثق من أنني سأقيم علاقة طيبة معه». كما أنهى المرشح الجمهوري خلافه مع مقدمة البرامج في قناة «فوكس نيوز» ميغين كيلي، واعتذر خلال استضافتها إياه عن شتْمها ووصْفها بأنها «لعوب» وتوجيهه ألفاظاً غير لائقة إليها.