اقتحمت القوات العراقية الفلوجة من ثلاثة محاور، ما يشكل بداية مرحلة جديدة من حملة مستمرة منذ شهور لاستعادة المدينة التي تعد المعقل الثاني الأهم ل «داعش» في البلاد بعد الموصل. وتزامنت العملية مع هجوم واسع يشنه الأكراد في سهل نينوى، حيث سيطروا على قرى. وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية بدأت، بغطاء من طيران التحالف الدولي، اقتحام الفلوجة من ثلاثة محاور». وهي تتقدم من محور السجر (شمال شرق) وتقاطع جسر الموظفين (شرق) والنعيمية. ودخل جهاز مكافحة الإرهاب الذي اشتهر بتحرير تكريت والرمادي، معركة الفلوجة بدلاً من قوات «الحشد الشعبي» التي أثار تقدمها في أطراف المدينة تحفظات سنية، فيما اقتربت قوات «البيشمركة» الكردية من الموصل، تمهيداً لاقتحامها. وقال مسؤول محلي في الأنبار، طالباً عدم نشر اسمه، ل «الحياة أمس، إن «الحكومة غيرت خططها، واستدعت قوات مكافحة الإرهاب لقيادة الهجوم الذي كان مخططاً أن تنفذه الشرطة الاتحادية والفرقة الثامنة والسادسة عشرة، كما أنها اختارت المنفذ الجنوبي بدلاً من الشمالي لاقتحام مركز المدينة». ولفت إلى أن «خطة الاقتحام تحولت إلى الجنوب لاعتبارين، الأول عسكري، فالأراضي في هذه المنطقة منبسطة، والثاني سياسي، لعدم وجود أي فصيل من فصائل الحشد الشعبي التي تتعرض لانتقادات من سكان محيط المدينة». وأفاد أحمد الجميلي -وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة- «الحياة»، بأن قوة «مشتركة من جهاز مكافحة الإرهاب والفوج التكتيكي التابع لشرطة الأنبار حققت انتصاراً مهماً في جنوب الفلوجة عندما وصلت إلى منطقة النعيمية». من جهة أخرى، جاء في بيان لخلية الإعلام الحربي أن «قوات الجيش والحشد الشعبي باشرت التقدم إلى منطقة الصقلاوية» الواقعة إلى الشمال الغربي من الفلوجة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت: «تم تحرير منطقة الشيحة». وأكد ضابط في الجيش «تحرير منطقة البوشجل، وتحدث عن قتل 35 مسلحاً من داعش، بينهم خمسة يرتدون أحزمة انتحارية». وقبل بدء العملية العسكرية، فرت مئات العائلات من الفلوجة التي يقدر عدد السكان المتبقين فيها بنحو خمسين ألف نسمة، ما يثير مخاوف من أن يستخدمهم «داعش» دروعاً بشرية. وستكون حمايتهم مهمة أساسية وصعبة ومعياراً لنجاح تحرير المدينة، خصوصاً إذا اضطر الجيش إلى خوض حرب شوارع. وبالتزامن عملية الفلوجة تقدمت قوات «البيشمركة» في سهل نينوى، وسيطرت على عدد من البلدات، وأصبحت على بعد 25 كيلومتراً عن الموصل. وقال الناطق باسم تنظيمات «الاتحاد الوطني الكردستاني» غياث سورجي ل «الحياة»: «تم تحرير أربع قرى كان يقطنها مواطنون من مكون الشبك وتتبع لناحية برطلة خلال اليوم الأول لانطلاق الحملة، وهي تل أسود وجمكور وزهرة خاتون والمفتية». وعلى رغم محاصرة «داعش» في الفلوجة ومحيطها، استطاع التنظيم اختراق بغداد للانتقام من سكانها، وشن ثلاث عمليات انتحارية أوقعت عشرات القتلى والجرحى، خصوصاً في مدينة الصدر.