شن «داعش» أمس هجوماً مفاجئاً على قضاء هيت، شرق الرمادي، بكتيبة «انغماسيين»، كما شن، للمرة الأولى منذ انطلاق الحملة العسكرية الأسبوع الماضي، هجوماً مضاداً في الفلوجة. ويواجه الجيش تحدياً كبيراً في المدن التي حررها في الأنبار، بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بينها، ما يضعه في اختبار فتح جبهتين في وقت واحد، في ظل ضعف القوات المحلية التي هربت أمس من مواقعها في هيت. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ هيت في اتصال مع «الحياة» أن «داعش استغل انشغال القوات الأمنية في معارك الفلوجة التي تطلبت سحب قطعات عسكرية من مدن الرمادي وهيت وكبيسة نحو الفلوجة، ما أحدث فراغاً سمح للتنظيم بالهجوم». وأضاف أن «كتيبة انغماسيين مكونة من نحو 50 عنصراً هاجمت شمال هيت وسيطرت على احياء الجمعية الأولى والزهور والمشتل لساعات»، ولفت الى ان «مقاتلي العشائر كانوا في هذه المناطق وهربوا من دون مقاومة». وأشار إلى أن «فوجاً من قوات مكافحة الإرهاب وصل الى المنطقة واشتبك لساعات مع المهاجمين وتمكن من اجبارهم على الإنسحاب نحو معاقلهم في حي البكر القريب من منطقة الجزيرة، وتم فتح تحقيق عاجل في أسباب خذلان مقاتلي الحشد العشائري». وما زالت مدن الرمادي وهيت وكبيسة التي تحررت في الربع الأول من العام الجاري معرضة لهجمات «داعش»، ويبدي مسؤولون محليون وشيوخ قبائل استياءهم من عدم استكمال تحرير مناطق الجزيرة، وسبق ان حذروا من هجمات عليها. في الفلوجة، ازدادت حدة القتال بين الجيش و «داعش» الذي شن أمس، للمرة الأولى منذ انطلاق الحملة العسكرية على المدينة، هجمات واسعة على المحاور الجنوبية والشمالية، وبدت مهمة الجيش في السيطرة على الصقلاوية أكثر صعوبة من المعارك التي جرت لاستعادة الكرمة، والمنطقتان من ضواحي المدينة. وقال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة ل «الحياة» إن «داعش شن هجوماً مضاداً على القوات الأمنية التي تحاصر المدينة، وهو اول هجوم منذ بدء معارك التحرير الإثنين الماضي». وأوضح أن «عجلات مفخخة وانتحاريين استهدفوا قوات الجيش في منطقة السجر، شمال شرقي الفلوجة، والبو عزيز أسفرت عن تدمير عدد من عربات الجيش وإصابات في صفوف الجنود»، وأشار الى أن «حرب شوارع تجري في ضواحي المدينة بعد اقتراب قوات الأمن من مناطق سكنية». ولفت الى ان «الهجوم جاء للدفاع عن منطقة الصقلاوية الإستراتيجية، شمال الفلوجة، بعد خسارته بسهولة قضاء الكرمة ولكنه سيدافع عن الصقلاوية لأنها المنفذ الوحيد لإمداداته». وقالت مصادر أمنية إن عربتين مفخختين انفجرتا أمس قرب أحد معاقل الجيش في منطقة النعيمية، جنوب الفلوجة، أسفرتا عن قتل وإصابة عدد من الجنود، ويتولى جهاز مكافحة حماية هذا القاطع، بينما تتولى قوات الشرطة الاتحادية وفوج الطوارئ في شمال المدينة. وأعلنت قوات «سرايا عاشوراء» المنضوية في «الحشد الشعبي» في بيان أمس انه «منذ الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت حتى التاسعة صباح الأحد، استطاعت قواتنا صد أقوى وأخطر هجوم شنه داعش في منطقة البو شجل». وأضافت ان مقاتليها «تمكنوا من قتل 54 عنصراً من التنظيم وتدمير عشرات الآليات التابعة له».