حذّر مسؤولون عراقيون وشيوخ عشائر، من بقاء المدن المحررة في الأنبار معرّضة لهجمات «داعش» من مواقعه في مناطق الجزيرة، وطالبوا قوات الأمن بتحرير هذه المناطق للحفاظ على الانتصارات في الرمادي وهيت وكبيسة. وتقع منطقة الجزيرة شمال الأنبار، وتمتد من ناحية الصقلاوية، شمال الفلوجة، مروراً بالرمادي وهيت والبغدادي، وتطلّ على ثلاث محافظات هي بغداد وصلاح الدين والموصل، وتمتاز بطبيعتها الجغرافية الوعرة، ما جعلها ملاذاً للتنظيم. وقال أحمد الفهداوي، وهو قائد ميداني لأحد أفواج مقاتلي العشائر، ل «الحياة»، أن «الرمادي ما زالت معرّضة لخط داعش بسبب عدم إحكام الطوق المحيط بها، خصوصاً أطرافها الشمالية المطلّة على منطقة الجزيرة»، وأشار الى أن «قوات الأمن اكتفت بتحرير مركز المدينة، ولم تنجح في تحرير جزيرة الخالدية». وأوضح أن «المدن التي حررت أخيراً في الأنبار، وهي الرمادي وهيت وكبيسة والبغدادي، ما زالت تحت التهديد لأن أطرافها الشمالية مطلّة على منطقة الجزيرة، والهجمات البرية للتنظيم متواصلة على الرمادي وهيت، فيما تتعرض بلدتي البغدادي والخالدية لقصف مدفعي من المنطقة ذاتها». وطالب الفهداوي ب «شن عملية واسعة لتحرير منطقة الجزيرة، من شمال الرمادي وغرب سامراء، لإنهاء الهجمات التي يشنّها داعش على هاتين المدينتين». وزاد أن «عناصر التنظيم في الموصل باتوا يستخدمون منطقة الجزيرة للوصول الى سورية، بعد قطع الطريق البري إلى الرقة، ويمتد الطريق من القيارة مروراً ببلدات الطريفاوي وراوة وعانة، وصولاً الى القائم ومنها الى الجانب السوري». وتمكّن الجيش العراقي خلال الشهور الثلاثة الماضية، من تحرير قضاءي الرمادي وهيت وناحية كبيسة، وعاد آلاف النازحين إليها، لكن هذه المدن ما زالت تتعرض لهجمات انتحارية وقصف صاروخي من «داعش»، فيما تتحاشى قوات الأمن القتال خارجها خشية المكامن. وأعلنت «قيادة عمليات الأنبار» أنها ستستكمل تحرير جزيرة الخالدية بعد انتهاء العمليات في هيت»، ولفتت الى أن «الجيش يحشد قواته في منطقة «لبو عبيد استعداداً للهجوم». إلى ذلك، حذّر شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت، من الخلايا النائمة في هيت وكبيسة، لافتاً الى أن «قوات الجيش لا تمتلك قاعدة بيانات، ودعا الى فتح مراكز الشرطة في أسرع وقت». وأوضح أن «الهجوم المفاجئ الذي استهدف مركزاً للشرطة في ناحية كبيسة نفذته خلية نائمة لداعش». وأضاف أن قوات مكافحة الإرهاب «تمكنت من صد الهجوم وقتلت عدداً من القوة المهاجمة، كما سقط عناصر من الجيش»، وأشار الى أن «الأمن في المدينة مهدّد نظراً إلى غياب قوة للشرطة تعيد فتح مراكزها لبسط الأمن في كل أحياء كبيسة». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، أن «انتحاريين اثنين هاجما قوات الأمن في كبيسة عبر مبان مدمرة قريبة»، وأشارت الى أن «اشتباكات وقعت واستمرت ساعات اسفرت عن قتل الانتحاريين». وأكدت أنه «تم تطويق المنطقة والموقف حالياً مسيطر عليه بالكامل». في الموصل، شنّ «داعش» هجوماً واسعاً على معاقل الجيش في الجانب الأيمن لناحية القيارة، التي سيطرت عليها قوات الأمن قبل اسابيع، وسط تشاؤم أميركي من إمكان شن عملية لتحرير المدينة قريباً. وأوضح بيان لوزارة الدفاع، أن «القوات الأمنية تمكنت من قتل 91 إرهابياً وإفشال هجوم على قريتي مهانة وخربدان». وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء الماضي، أن «الجيش يركز حالياً على تجميع القوات وتوزيعها لتطويق الموصل قبل حلول رمضان»، فيما قال الناطق باسم «التحالف الدولي» ضد «داعش» الجنرال ستيف وارن، خلال حلقة تلفزيونية أمس: «نأمل بالسيطرة على خط الاتصالات الجنوبي للموصل خلال الأسابيع الخمسة المقبلة».