بعد أيام على توقّف المعارك في الرمادي، شنّ «داعش» هجوماً على قوات الجيش في جامعة الأنبار التي طُرد منها، مستغلاً سوء الأحوال الجوية، فيما تم تسجيل حالات تسلّل لعناصر التنظيم الى أطراف بغداد الشمالية والغربية، وعقد مجلس الأنبار اجتماعاً في المحافظة للمرة الأولى منذ شهور. ويبدي مسؤولون محليون وشيوخ عشائر استياءهم من «التحالف الدولي» والحكومة، بسبب تراجع وتيرة معركة تحرير الرمادي، ما سمح ل «داعش» بإعادة تنظيم صفوفه وشنّ هجمات مضادة على قوات الأمن. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» ل «الحياة»، أن «معلومات أفادت بأن عدداً من عناصرالتنظيم تسللوا الى أطراف بغداد الشمالية عبر الطارمية، عبر جزيرة الثرثار، والغربية عبر منطقة قرى زوبع، من مدينة الفلوجة، فقد استغلوا طبيعة المنطقة الزراعية وصعوبة دخول آليات الجيش، فقصفوا بمدافع الهاون عدداً من المناطق القريبة إلى أطراف العاصمة». وقال شهود أن قوات الأمن أغلقت منطقة الطارمية ومنعت السكان من الخروج أو الدخول. الى ذلك، لفت المصدر نفسه الى أن «داعش شنّ أمس، هجوماً واسعاً على جامعة الأنبار التي سيطر عليها الجيش مطلع الشهر، واتخذها قاعدة عسكرية»، وأوضح أن «قوات من اللواء 73 وفوج مكافحة الإرهاب نجحت في صد الهجوم الذي تم بعربتين مفخختين». وزاد أن «العمليات العسكرية لتحرير الرمادي ما زالت مستمرة، لكن الخوف على حياة المدنيين جعل حركة القوات حذرة، وتم إطباق الحصار على المدينة وفيها بضع مئات من عناصر داعش بعد فرار الغالبية الى قضاء هيت». من جهة أخرى، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس، أن «طيران الجيش قصف معاقل داعش في مناطق الكرمة والفلوجة والرمادي، وقتل علي الحلبوسي، وهو أحد قيادييه في منطقة السجر». وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية، أن «مدفعية الفرقة السابعة قصفت مقراً لتجمعات داعش في منطقة البو حياة التابعة لقضاء حديثة، أسفر عن قتل 21 عنصراً من التنظيم وإصابة ستة آخرين». الى ذلك، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فلاح العيساوي، الذي رأس اجتماعاً في الخالدية بدلاً من رئيس المجلس صباح كرحوت، أن الاجتماع في المحافظة يمثل ضربة لداعش الذي لا يبعد سوى مسافة قريبة».