غداة انقلاب قارب يقل حوالى 500 مهاجراً قبالة الساحل الليبي، أعلن الناطق باسم عملية «صوفيا»، القوة الأوروبية البحرية لمكافحة المهربين، الكابتن أنتونيلو دي رينزي سونينو، أن حادث غرق جديد وقع أمس، قبالة سواحل ليبيا أوقع «20 إلى 30 قتيلاً». وأضاف أن «طائرة استطلاع تابعة للكسمبورغ رصدت على بُعد 35 ميلاً (65 كيلومتراً) من الساحل الليبي مركباً يغرق وحوالى 100 مهاجر إما في المياه أو متمسكين بهيكله». وهرعت الفرقاطة الإسبانية «رينا صوفيا» وحرس السواحل الإيطالية إلى موقع القارب وألقت سترات نجاة للمهاجرين الذين كانوا في الماء. وقال دي رينزي: «للأسف شاهدنا جثثاً كذلك». وفي صور نشرتها القوة البحرية الأوروبية على «تويتر»، يظهر المهاجرون وهم يلوحون بأيديهم طلباً للمساعدة محاولين التمسك بهيكل القارب الذي أصبح تحت الماء رغم إمكان مشاهدته في مياه البحر الزرقاء الشفافة. ويقدّر عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى موانئ إيطاليا الجنوبية حتى هذا الوقت من العام بحوالى 40 ألف مهاجر. إلى ذلك، قلّل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس، من أهمية تهديدات تركيا الأخيرة بعرقلة اتفاق الهجرة الموقع بينها وبين الاتحاد الأوروبي. وصرح يونكر في لقاء صحافي على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان: «ننتظر من تركيا أن تحترم التزاماتها، والتهديدات ليس الوسيلة الديبلوماسية الأفضل التي يمكن اللجوء إليها». وأضاف: «في ما يتعلق بتركيا أنا على ثقة بأن الاتفاق سيحقق نتائج وبدأ الأمر فعلاً». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر الثلثاء الماضي، الاتحاد الأوروبي من أن البرلمان التركي سيعرقل قوانين تتعلق بالاتفاق بين أنقرة وبروكسيل للحد من تدفق المهاجرين إذا لم تتم تلبية طلب أنقرة الرئيسي بإعفاء مواطنيها من تأشيرات الدخول الى دول الاتحاد. وتتزايد المؤشرات على أن الأتراك لن يحصلوا على إعفاء من تأشيرة الدخول في الموعد المحدد وهو نهاية هذا الشهر، كما صرحت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بعد محادثات مع أردوغان الإثنين الماضي أنه من غير المرجح تحقيق هذا الهدف. في سياق متصل، يتطلع رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إلى أن يظهر المجتمع الدولي تضامناً في ما يتعلق بأزمة اللاجئين وأن يعترف بأنها مشكلة عالمية. وقال أمس، إنه سيسعى إلى تأييد وتعهد من مجموعة الدول السبع الكبرى لزيادة المساعدات العالمية لتلبية الحاجات الفورية والطويلة الأمد للاجئين. وتابع: «نحن ندرك أنه بسبب الجغرافيا فإن معظم المسؤولية (في ما يتعلق بأزمة اللاجئين) وضِعت وستوضع على أوروبا». وأضاف أنه إذا لم تضطلع مجموعة ال7 بدور ريادي في إدارة أزمة اللاجئين فلن يفعل أحد ذلك. إلى ذلك، بدأت إسبانيا هذا الأسبوع استقبال لاجئين من مخيمات في أوروبا وتركيا ولبنان، مع التزامها استقبال 586 منهم بحلول منتصف حزيران (يونيو) المقبل، وذلك بعد نقاشات استمرت أشهراً حول عدم تحرك الحكومة المحافظة على هذا الصعيد. ووصل 22 رجلاً جميعهم أريتريون أول من أمس، آتين من إيطاليا إلى مطار مدريد، فيما استُقبِل الثلثاء الماضي 20 سورياً وعراقياً أتوا من اليونان.