علمت «الحياة» من مصادر موثوق فيها أن الولاياتالمتحدة طلبت من قوات «الحشد الشعبي» عدم التوغل في ضواحي الفلوجة، وسط أنباء عن تعرض «الحشد» لقصف جوي الليلة قبل الماضية في المنطقة. وقال مسؤول محلي في الأنبار، فضل عدم نشر اسمه ل «الحياة» أن «واشنطن أبلغت إلى الحشد الشعبي، عبر وسطاء، أنها لا تريده أن يتوغل في الفلوجة بعد تعزيز قواته في ضواحي المدينة بالتزامن مع انشغال الجيش في معركة تحرير الرطبة، كما أبلغت إلى مسؤولين محليين وشيوخ عشائر أنها وضعت خطة لتحريرها بقوات محلية تدربها منذ عام في معسكر الحبانية». وأوضح أن «القوات الأميركية استدعت نحو 500 عنصر من الشرطة سبق أن دربت في الأردن قبل سنوات، وتم جمعهم من جديد تحت اسم الفوج التكتيكي وتزويدهم 50 عربة عسكرية من نوع همر وأسلحة رشاشة متوسطة بموافقة الحكومة الاتحادية». وزاد أن «طلائع هذه القوة شاركت في اول مهمة قتالية في الرطبة قبل ايام وأثبتت كفاءتها، وستكون نواة لقوات مكافحة الإرهاب في الأنبار». وتمكن الجيش، بدعم استثنائي من طيران التحالف الدولي، من تحرير قضاء الرطبة، جنوب غربي الأنبار، وفتح الطريق الدولي مع الأردن». وأفادت أنباء غير مؤكدة عن تعرض أحد أفواج «الحشد الشعبي» عند ضواحي الفلوجة الشمالية لقصف جوي قرب ثكناتها الليلة قبل الماضية في رسالة أميركية جديدة مفادها رفض مشاركة الحشد في معركة تحرير المدينة. وأعلن زعيم منظمة «بدر» هادي العامري امس أن مهمة الحشد في المعركة المقبلة ستكون محاصرة المدينة من الخارج فقط، ودعا السكان الى مساعدة قوات الأمن. إلى ذلك، قال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الفلوجة ل «الحياة» إن «مشاركة الحشد في اقتحام الفلوجة سيثير مشاكل كبيرة لأن داعش سيستخدم هذه الورقة لمصلحته في إخافة السكان عبر بث الإشاعات». وأضاف أن «الفصائل المسلحة السنية مثل جيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين عند ضواحي المدينة التي رفضت مبايعة التنظيم ووقفت على الحياد وقد ترفع السلاح مجدداً في حال مشاركة الحشد». ولفت إلى ان «مفاوضات جارية منذ شهور مع قادة هذه الفصائل وشيوخ العشائر للمساعدة في كسر دفاعات داعش في أطراف الفلوجة مقابل منحهم تطمينات بعدم ملاحقتهم». وأكد ان «الخطة الأميركية في تحرير الفلوجة اثبتت فاعليتها عبر تجنب الاقتحام المباشر واللجوء الى قطع امدادات داعش وقد تحقق ذلك بعد تطهير قضاء الرطبة حيث بات التنظيم محاصراً في شكل كامل». وتكمن قوة «داعش» في الفلوجة عند الضواحي في الكرمة شرقاً والصقلاوية شمالاً والهياكل جنوباً حيث تنتشر قوات مشتركة من الجيش والحشد الشعبي، فيما كان المنفذ الغربي عند الحلابسة الشريان الوحيد للتنظيم لارتباطه بقضاء الرطبة، وقد خسر التنظيم المنفذ بعد تحرير هذا القضاء. ووصل وزير الداخلية محمد الغبان الى الرطبة امس للاطلاع على الأوضاع الأمنية والإجراءات الأمنية واللوجستية الكفيلة بإعادة فتح معبر طريبيل التجاري مع الأردن. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان تحرير طريق الرمادي - طريبيل باتجاه الحدود من بقايا عناصر «داعش»، ورجح مسؤولون محليون فتح المعبر في شكل رسمي خلال أيام.